22 يوليو 2011

عن سوريا والاسد والثورة


حلمنا دائماً بثورة كرامة عربية تعم الوطن العربي وتطيح بكل الاجهزة الخبيثة الموروثة من ايام الاحتلال الاجنبي، وتحرر المواطن العربي من وطأة احتلال مقنع واكثر شراسة ودموية من الاحتلال الاجنبي.

تلك الاجهزة المدفونة في عمق النظام على شكل خلايا نائمة في دول الممانعة، وعلى شكل تنظيمات سلطوية سرية تعمل داخل النظام وتضمن هويته وتوجهه نحو القبلة الغربية مهما حدث من خضات او تقلب زعماء على قمة هرمه.

هذه الاجهزة التي تسمى في الدول الشرقية والغربية الخالصة الولاء لامريكا منظمة غلاديو Organizzazione Gladio كمثال تركيا وايطاليا وباكستان واسبانيا وغيرها وغيرها وغيرها ...

والحمدلله، بعد ان كاد اليأس يستوطن في قلوب الناس .. تفجر الحلم من تونس واشعل بنوره مصر واليمن وليبيا والبحرين ... ومر داعياً بدون كبير استجابة على سكان الخليح والاردن والمغرب والجزائر ولبنان.

وحدها سوريا التي كنا نأمل ان يمر عليها الاصلاح مرور ساكن ببيته هجره رغما عنه وعاد اليه بكل محبة ليصلح ماافسده الدهر..

 لماذا سوريا ؟ .
كنا ننظر للخارطة العربية من المحيط للخليج بحثاً عن ملاذ للمقاومين وممر لاسلحتهم ومعسكراً لتدريبهم فلا نرى الا سوريا ولا نرى الا نظام الاسد..

.. هذا النظام الذي تحمل من اجل هذه المهمة مالا يحتمله بشر من الضغوط والتآمر والحصار والعقوبات والاغتيالات الجسدية والمعنوية...

وكنا نشعر دائماً بوطأة هذا الحمل على شكل اطلاق ليد الامن وتضخم في مهام اجهزة حفظ النظام وخوف من انفلات الامور يدفع رأس السلطة الى التحرك ببطء نحو دولة الحريات العامة.

ونشهد ان بشار الاسد وفور توليه للسلطة بدأ ببرنامج مكثف للانتقال الى الدولة التي نرتاح في فيئها والتي يتقلص فيها هامش الظلم الى الحد الذي يصبح فيه مجرد عارض وطارىء.. ويتم تداركه عند العلم بوجوده.

وظهرت عند اطلاق الاسد لربيع دمشق عشرات الصحف والمجلات والمنتديات، وبدأت الناس تمارس حريتها بهامش لا يمكن ان تراه في اي دولة عربية اخرى باستثناء مصر ولبنان والكويت وعراق مابعد صدام.

الى ان تسلل الشيطان الامريكي وفرخه العربي ليفسد العرس ويبخ سمومه الطائفية ويحضر لثورة دموية بدأ البعض في سوريا في الرقص على الحانها.

وزاد الطين بلة وقوع احداث 11 ايلول وانتقال الجيش الامريكي الى حدود سوريا، ومفاخرته بأن هدفه القادم اسقاط نظامي دمشق وبيروت.

وزار كولن باول بشار الاسد ليضع امامه وثيقة "السلامة" :

1- ابعاد قادة المقاومة الفلسطينية من سوريا وطرد المقاومين واقفال معسكراتهم.

2- منع قدوم مفكرين وعلماء وشخصيات عراقية الى سوريا وطرد من سبق له اللجوء اليها.

3- ...

وخرج الكولن باول كمادخل ... خالي الوفاض.

وجمع بشار اركان دولته واخبرهم بالتهديد الامريكي، طالباً التصرف على اساس ان سوريا اصبحت دولة في حالة حرب.

وعندها فرضت اجهزة الامن سطوتها، وخيرت بشار الاسد بين مساره الاصلاحي المخترق من قبل الامريكان واعرابهم، مع مايحمله ذلك من مخاطر على وضع الجبهة الداخلية.

او اعادة تفعيل قانون الطوارىء واستخدامه للجم اندفاعة بعض "المثقفين" نحو المشروع الغربي - الاعرابي.

وهذا ماحدث ضمن اضيق الحدود، وماكان يعاقب عليه بالاعدام في ظل الانظمة المتعاقبة على سوريا، تمت المعاقبة عليه بالسجن والاقامة الجبرية لمدد تراوحت بين اشهر وسنوات.

وبرغم ذلك لم تتوقف مساعي الاسد وفريق عمله، ولكن هذا المرة باتجاه احتياجات المواطن البسيط وهذا بعض سجله :

1- اصلاح النظام الاقتصادي والتفلت من القبضة الحديدية للنظام الاشتراكي المغلق بدون التورط في عملية "انفتاح" سداح مداح ... تأخذ لقمة الفقير ليركبها مترف سيارة آخر موديل.

2- بناء مصانع سيارات وحديد تسليح واسمنت بمايكفي حاجة المواطن ويفيض تصديراً لدول الجوار.

3- انهاء حالة العداء مع تركيا وفتح الحدود بدون تأشيرات لانتقال المواطنين والبضائع مع كل دول الجوار.

4- زاد الميزانية العامة من 42 مليار الى 640 مليار من سنة 2000 الى 2010 .

5- رفع الحد الادنى للاجور من 3800 ليرة الى 11500 ليرة من سنة 2003 الى سنة 2010..

6- اصلح الترهل في الشركات العامة وحل المفلس منها.

7- كسر شوكة المتطرفين في اليمين واليسار لتشهد سوريا في عهده وسطية جميلة ومزدهرة لا يجرؤ فيها احد التعرض لانسان يمارس عقيدته وايمانه.

8- زاد عدد المستشفيات الحكومية من 88 مستشفى سنة 2000 الى 305 مستشفيات عام 2010 ، مع تشجيع انشاء المستشفيات الخاصة، الامر الذي حول سوريا الى ثاني وجهة للعلاج بعد الاردن بعد ان كانت السابعة.

9- ناهيك عن وصول الوفرة الغذائية الى حد القدرة على دعم مصر واليمن بثلاثة ملايين طن من القمح في عز ازمة الغذاء العالمية سنة 2008 .

10- ايصال سوريا الى حالة اكتفاء غذائي كامل مع وفرة سمحت بتصدير كميات هائلة من المنتوجات الزراعية والحيوانية.

11- دعم القطاع الصناعي والتجاري الخاص الذي شهد تطوراً لا يصدق في كافة المجالات وتمكن من اغراق دول الجوار ببضاعة جيدة وزهيدة الثمن .


غير انجازاته في مجالات الدفاع واعادة بناء العقيدة العسكرية على ضؤ التجارب المعاصرة واهمها حرب 2006 على المقاومة في لبنان.

واجمل ما يلخص المشهد في هذه الدولة غير النفطية والمحاصرة والمستهدفة بالعقوبات انها :

1- تؤمن لمواطنيها تعليم مجاني والزامي.

2- استشفاء ودواء مجاني.

3- حصص غذائية مجانية واخرى مدعومة حكوميا.

4- وقود تدفئة مجاني وآخر مدعوم حكوميا.

5- لا يوجد فيها مشردين في الشوارع.



نعم لا يوجد فيها احمد عز وسعد حريري وخالد صالح ... ولا يستطيع امثالهم هناك ان يشتروا بمالهم فضائيات وصحف تحميهم من شر المسائلة وتمهد لهم طريق السلطة وتسخر للدفاع عن وجهات النظر الاستعمارية والنيل من اشرف شخصيات الامة.

نعم لا يوجد احزاب موالية للغرب او "ليبرالية" بما يكفي لتقبل الاستعباد الطوعي لنمط العيش هناك.

نعم لا توجد حرية لاستيراد نفايات المجتمع الغربي وتوجد قيود على الاستهلاك وضرائب اسمها ضريبة الترف على السيارات الفارهة والسجائر الاجنبية وغيرها من المنتجات المشابهة.

ونعم توجد بيروقراطية وجهاز حكومي ضخم بكفاءة متدنية الامر الذي يذكرنا بنظراءه في شتى الاقطار الغربية والشرقية.

ونعم ... لا يمكنك التحريض على نظيرك في الخلق او اخوك في الدين تحت طائلة المعس والدعس.

ونعم يمكنك الانتقال من شرق البلاد الى غربها ومن شمالها الى جنوبها ليلاً او نهاراً بدون ان تخشى الا الله.

ونعم يمكنك كعربي ان تجتاز الحدود السورية بدون تأشيرة، وان تصطحب برفقتك اثنين من معارفك الى اقرب مخفر ليشهدوا على اقامتك وعندها يتم التعامل معك وكأنك مواطن سوري وتملك نفس الحقوق تقريباً.

الامر الذي جعل من سوريا موطن ثاني لنصف مليون لاجيء فلسطيني وربع مليون لاجيء عراقي (فقط المسجلين لدى الامم المتحدة) ومايقارب المليون مقيم اقامة مؤقتة ودائمة من شتى الجنسيات العربية والاسلامية.

غير اعتماد آلاف اللبنانيين المجاورين للحدود السورية على مستشفياتها ومدارسها ووقودها المدعوم وموادها الغذائية الرخيصة.

وبرغم ذلك لم تمتد اليد الى قوت الاجيال القادمة، ولم يتم تحميل مولود المستقبل فلس واحد كدين للخارج.

وحيثما نظرت تجد سوريا بكراً لم تمتد اليها يد الاستغلال الجائر، وترى ملايين الاشجار تزرع سنويا ويهدى منها ملايين اخرى لتزرع في لبنان والعراق والاردن، وترى شوارع كأنها مدرجات طائرات، وبنى تحتية وخدمات حياتية مؤمنة بشكل معقول ومحترم.

هذه سوريا التي كنا نأمل ان يمن الله على امتنا بان يكون التحول الاصلاحي فيها هاديء وسلمي وداخلي.

لانها كما وصفت.. ولانها ظهر المقاومة وحضنها ومعسكرها وممرها ومستقرها.

 
وفجأة وعلى حين غرة، يرتكب ابن حرام (من الخلايا النائمة في جهاز الامن السياسي في محافظة درعا) جريمة اعتقال شبان في عمر الزهور كانوا يكتبون شعارات تطالب باسقاط النظام، ويقوم بجلدهم بقسوة ويرميهم في السجن.

وعندما توجه اليه مشايخ العشائر في درعا ووجهائها طالبين اخلاء سبيلهم، رد شفاعتهم في موقف غير مسبوق في العرف السوري وتصرف معهم بفظاظة وقلة ادب.

ووصلنا الخبر قبل ان يصل الى وسائل الاعلام، ومعه وصلت اخبار تظاهرات عمت درعا وبعضها استهدف المقرات الحكومية، ووقعت الكارثة التي خطط لها المجرم وتم اختراق مناعة سوريا من داخل الجهاز المولج بحمايتها.

واختلط الحابل بالنابل، هذا يطلق النار ثأراً وهذا يرد دفاعاً وخوفاً..

.. وتسللت الى المشهد مجموعات تعتاش على الفتن ومغرمة بالدم، من نفس الفئة التي ادمت قلب العراق واوهنته تفجيراً وقتلاً وتحريضاً.

ونحن الذين اقسمنا على الدفاع عن سوريا طالما انها في خندق المقاومة، اصبنا بصدمة امام مشهد اعتقال وتعذيب هؤلاء الشباب وامام مشهد الدم في درعا.

وتركنا النظام السوري لشعبه، متقبلين اي خيار سيتخذه لمعاقبة النظام، مع ادراكنا لحجم الكارثة التي ستصيب محور المقاومة اذا غاب نظام مستقر وقوي ومجرب لعقود في صدق التزامه بقضايا الامة، لصالح نظام آخر قد يكون اكثر صدقاً وولاءاً لخيار المقاومة .. ولكنه لن يتمكن من اعادة ترتيب اسباب القوة والمنعة الحالية اذا خرج من رحم حرب اهلية بين نظام مدعوم بقوة من شرائح شعبية نافذة في الوطن السوري وشرائح ممكن اخراجها عن طورها بجرائم ذات طابع طائفي من قبل نفس الخلايا النائمة داخل النظام وخارجه.

برغم ذلك سلمنا امرنا لله وانسجمنا مع قناعتنا .

وماهي الا اسابيع حتى شاهدنا ذوي المعتقلين والشهداء، في اجتماع مع الاسد خرجوا منه مفوضين في تقرير مصير من ظلمهم.

وشهدنا كبار شخصيات النظام في خيم العشائر الدرعوية وتنعم بكرمها.

وتنفسنا الصعداء .. وحمدنا الله على سلامة الشعب السوري النبيل .. وشكرنا سرعة استجابة النظام للاصلاح المعطل بفضل غزو مغول العصر للعراق وتأهبهم لابتلاع جيرانه قضمة قضمة .

ولكن احداث درعا شجعت طامعين معروفين على بدأ ثورة ملونة على الطراز الامريكي ولحساب اذنابه في المنطقة.

.. نفس التكتيكات التي شهدناها في جورجيا واوكرانيا ولبنان وايران .. نفس الادوات ... نفس الاكاذيب مع تغيير الاسماء والاماكن .. نفس القذارة التي تصل الى حد القتل ورمى التهمة على النظام.

وتكونت جبهة عالمية تدير شؤون هذه "الثورة" وطفى على سطحها شخصيات مشبوهة من هذا النوع : برنار هنري ليفي الصهيوني الهوى الفرنسي الجنسية المخابراتي الوظيفة والدور والتاريخ .




وقبل استيعابنا لما يحدث، انضمت الجزيرة بمصداقيتها في الشأن اللبناني والفلسطيني والمصري وعماها وصممها الجزئي عن احداث مفصلية في ليبيا واليمن والكلي في البحرين (ولولا هذا العمى وهذا الصمم كنا سنصدق بتلقائية ماتعرضه عن سوريا من افلام مرعبة، توحى بان سوريا انزلقت الى الحرب الاهلية وان نظامها متوحش وان مايحدث في شوارعها هو نسخة مكررة عن اليمن وليبيا)

والشك لا يدفعه الا اليقين..

.. وعندها شمرنا عن سواعدنا وبدأنا رحلة طويلة الى سوريا وتركيا ولبنان، كنا فيها نسأل ونستمع ونشاهد ونضحك ونبكي ونتألم ونفخر ونشعر بالعـار ..

مرة تمت دعوة احدنا عبر الهاتف الى سهرة في احدى ضواحي دمشق، وما ان سمع اصحاب البيت الذي كنا فيه باسم المنطقة، حتى شحبت وجوههم واصروا عليه بعدم "المغامرة" لان المنطقة محاصرة بالدبابات وهناك كمائن لعناصر مشبوهة تطلق النار عشوائيا على السيارات و .. و .. و .. وانهم اذا اصر على الذهاب لن يستطيعوا ايصاله خوفا على انفسهم.

ونتيجة الالحاح استجاب صاحبنا ورفع سماعة الهاتف ليعتذر عن السهرة ويبين الاسباب، ولم نسمع ماذا سمع من الطرف الآخر ... فقط استمع لمدة وجيزة واقفل الهاتف وطلب من اصحاب البيت الاذن وخرج بمفرده.

وبعد منتصف الليل بساعتين، تلى فيها اصحاب البيت الفاتحة عن روحه مرات (ههههههههه) حتى انتابنا قلق حقيقي على من لم نقلق على وجوده في مناطق اخرى من العالم مشهورة بسخونتها الفائقة.

اتى صاحبنا مبتسماً نعساً مطمئناً لم يمسسه سؤ، وامام تلهفنا على سماع شهادته وتلهفه على النوم اكتفى بالقول : لم اشاهد منذ الانطلاق وحتى العودة بذلة جندي ناهيك عن دبابة ولم اسمع رصاصة ومن كنت في ضيافتهم قلقون من بقائي هنا حيث يسمعون عن وجود "اضطرابات خطرة" وطلبوا مني الاقامة عندهم ....

هذا عن منطقتين تبعد احدهما عن الاخرى مسافة نصف ساعة بالسيارة.

وقس على ذلك.

واستمعنا الى الحموي والادلبي والحلبي والحمصي والدمشقي..

.. الحاقد على النظام يعترف بمميزاته وتقديماته عندما تسأله عنها وتردد على مسامعه ماسمعته من مواطنيه وعندما ينفذ محصوله من الشكوى يبادرك بالقول: لا اريده يااخي ولو رصف الشوارع بالذهب ... اخو مرائي شي ؟.

ويقول مناصر النظام : هؤلاء يعادون النظام من اجل حماة؟ ويحالفون رفعت الاسد ! .

وكل التجاوزات والقسوة والغلظة حدثت من منظمته العسكرية وهو عديل الملك عبدالله آل سعود وصديقه وحليفه وداعمه بالمال من وقتها والى الآن ... وبشار ايام فتنة حماة كان في المدرسة.

يعادون النظام من اجل الفساد؟ ويحالفون عبدالحليم خدام! مستر 5 بالمية ومن اسس اساس الفساد في سوريا ولبنان ... وبشار هو من اقاله واقال محاسيبه ولولا فراره الى فرنسا لوجدته في السجن مع نظراءه من الفاسدين.

يعادون النظام بسبب الجهاز الامني؟ قبل بشار كان الجهاز يزوج ويطلق ويأذن بفتح دكان او يغلقها وكانت كلمتهم هي القانون .. واسأل من شئت هل تجرأ احدهم في عهد بشار على الخروج عن مهام وظيفته بدون ان يلقى عقاب رادع ؟.

باختصار نحن مرتاحون لما نحن فيه و"بيننا وبينك" لا نؤيد رخاوة التعاطي مع هؤلاء المجرمين ونريد اطلاق يد الجيش في استئصالهم كي لا يتكرر لدينا سيناريو العراق.

في لبنان كانت الرحلة الى الجالية السورية التي خرج معظمها في تظاهرات داعمة للنظام، واستمعنا هناك الى شهادات ايجابية بحق النظام في منطقة لا تستطيع يده الامنية الوصول اليها ..

وبعد ان فرغنا توجهنا الى حيث يسكن مقربين من شخص لا يملك الا كرامته وثقة الناس بصدقه وامانته :

حسن عبدالكريم نصرالله

ابو هادي وسماحة السيد.

سألنا عن سبب تأييده لثورات الشعوب العربية وحرمان السوريين من التأييد؟

وكان الجواب "تاريخي" :

في 7 شباط 2003 وقف سماحة السيد ودعى لمصالحة بين المعارضة العراقية وصدام حسين .. هل تعرفون من هو صدام حسين في ادبيات حزب الله ؟ هو يزيد العصر!

بمجازره ضد الشعب العراقي والكويتي والايراني والسوري ايام ارسال السيارات المفخخة الى الاسواق المكتظة بالناس وبلبنان عندما ادارت الاحزاب الموالية له حفلة قتل مروعة على امتداد الاراضي اللبنانية ناهيك عن اغتياله لالمع الشخصيات العلمية والفكرية في العالم الاسلامي .

وبرغم ان سماحة السيد نفسه والشهيد السيد عباس الموسوي الامين السابق لحزب الله ومعظم كادرات الحزب الاساسية محكومين بالاعدام من قبل نظامه، وبعضهم اعتقل اثناء دراسته العلمية هناك وتعرض لاعنف عمليات التعذيب.

برغم هذا كله وقف وهو يعلم انه سيتعرض لحملة شرسة من الطيب والخبيث ودعى لمصالحة مع صدام تقطع الطريق امام احتلال العراق :


وتعرض سماحته يومها لاعنف حفلة شتم وتشويه سمعة شارك فيها ضحايا ناقمون وعملاء مغرضون.

و في اليمن حيث مشى علي عبدالله صالح على خطى صدام في معاملته للشعب وقتله للعالم الرباني الشهيد السيد حسين الحوثي، ماذا فعل السيد لايقاف الحرب والفتنة الم يناشده بالقول :

الله الله بأهلك وشعبك .. بادر لوقف نزف الشعب وفتح الباب السياسي للحوار ".

وفي البحرين حيث تدعو الاغلبية الساحقة من الشعب للمساواة  في الحقوق والواجبات وسيادة القانون وحق الناس في اختيار ممثليهم في السلطة ... ماذا فعل حزب الله ؟ الم يدعو الطرفين للحوار والوصول الى اتفاق؟
ثم مع تعنت النظام وانتهاكه لحرمات الشعب البحريني صعد حزب الله من لهجته كما فعل تماما ايام تونس ومصر وليبيا وكما سيفعل في حال اغلاق النظام السوري لباب الحوار والاستجابة للمطالب الشعبية .

هل فعل في سوريا غير هذا ؟ دعوة النظام والشعب للحوار ووقف العنف والثقة بجدية الرئيس الاسد وانجاز المشروع الاصلاحي كتفا بكتف ويداً بيد ؟.

هل تعلم من هو بشار الاسد في ادبيات حزب الله؟! هو الرجل الذي لم نعرف منه وعنه الا كل خير منذ معرفتنا له.

هو الرئيس الذي لم يتردد في وضع نفسه ونظامه في خطر لا يطيقه اخ من اجل اخيه بهدف المحافظة على جذوة المقاومة.

هو اكثر من عرفناه صدقاً والتزاماً بقضايا الامة.

وبرغم ذلك اوقفت قيادة حزب الله قوافل الزيارة الدينية الروتينية لافراد وانصار حزب الله الى سوريا فور اندلاع احداث درعا كي لا يفسر هذا المد البشري الهائل كتدخل في الشأن السوري.

وبرغم ذلك تعرضنا لنفس الدعاية السوداء التي تحدثت في السابق عن قيام حزب الله بقمع مظاهرات ايران! وارسال وحدات خاصة لمقاتلة النظام الليبي! ومناصرة الثوار في اليمن ! والمساهمة المسلحة في قلب نظام الحكم في مصر!.

نحن الذين نعتبر كل شهيد يسقط في سوريا خسارة مباشرة لنا، وكل قطرة دم تسفك هناك تساهم في اضعافنا هنا .. تم اتهامنا بالتدخل بين الاخ واخيه في سوريا.
ودفع البعض في لبنان( في شهادات مسجلة ومنشورة) آلاف الدولارات لعمال مستضعفين من الجالية السورية بهدف احراق علم حزب الله وصور امينه العام عند الحدود اللبنانية السورية وقام هؤلاء العمال الشرفاء بالابلاغ عنهم لدى الجهات المختصة في لبنان وسوريا.
ولا نملك امام خفة البعض في الانسياق وراء الدعايات المخابرانية الا القول : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل.
انتهت زيارة لبنان و..

.. زيارة تركيا كانت اكثر تشويقاً وحافلة بما يقال وما لا يقال حفاظاً على التحول التركي البطيء من العلاقة الوثيقة باسرائيل الى الانفتاح ومد جسور العلاقة مع حركات المقاومة في العالم العربي.

وربما يكون لنا عودة ... قد تقتضيها الظروف.