منذ منتصف عام 2008، تمكّنت المقاومة العراقية من اعتراض إشارات بثّ الطائرات من دون طيار، غير أن خبراء وزارة الدفاع الأميركية تمهلوا في الكشف عن هذا التطور النوعي لحساسية الموضوع، وكسب الوقت على طريق حل الثُّغَر التقنية التي أتاحت حدوث الاختراق، علماً أن تقارير رسمية أميركية تؤكّد أن معالجة الثغر معالجة نهائية غير ممكنة عمـليّاً قبل عام 2014.وبحسب ما أوضح مصدر مقرّب من المقاومة العراقية لـ «الأخبار» فإن «كتائب حزب الله» في العراق كانت السبّاقة في استخدام التقنية الجديدة، ثم ما لبثت «عصائب أهل الحق» (زعيمها الشيخ قيس الخزعلي المعتقل لدى الاحتلال) أن اهتدت إلى الأسلوب نفسه.ويؤكّد المصدر نفسه أن المقاومة نجحت في التقاط بثّ الفيديو لطائرات الاستطلاع الأميركية باستخدام برنامج «سكاي غرابر»، الروسي المنشأ، المصمّم للتعامل مع ما تبثّه القنوات الفضائية عبر الأقمار الصناعية، الذي يُباع على شبكة الإنترنت بـ 25 دولاراً و95 سنتاً. ولكن رجال المقاومة وجدوا استخداماً جديداً للبرنامج، وتمكّنوا من معرفة نطاق عمليات القوات الأميركية والاحتماء من رصد الطائرات.لم يعرف خبراء البنتاغون الثغر في بثّ طائرات الاستطلاع إلّا مصادفة، حين وجد الاحتلال أجهزة حاسوب محمولاً عليها البرنامج المذكور، فضلاً عن «تقنيات متطورة أخرى» بحوزة عناصر من المكتب الإعلامي لـ «كتائب حزب الله» في العراق اعتُقلو في عملية دهم منتصف عام 2008 في منطقة «كسرة الأعظمية».ظل الخبر بعيداً عن متناول الإعلام العالمي حتى السابع عشر من كانون الأول 2009، حين تحدّثت الصحافة الأميركية عن تحقيقات تجريها استخبارات سلاح الجو الأميركي لمعرفة كيف استطاع «التمرّد» في العراق اختراق بث طائرات الاستطلاع من طراز «بريتادور أم كيو 1» و«ريبيرز أم كيو 9»، اللتين تصنّعهما شركة «جنرال أتوميكس»، علماً أن هذه الطائرات تبث عادةً عبر قناتين: الأولى موصولة بغرفة التحكّم في مقصورة القيادة، والثانية بمركز المراقبة الأرضي.وفيما قال ضابط في سلاح الجو الأميركي إن الخبراء باشروا عملية تشفير لبث طائرات الاستطلاع، أكد تقرير رسمي استحالة الانتهاء من حماية البث من الاختراق قبل 4 سنوات، ذلك أن البنتاغون فوجئ بمستوى التقنيات التي عثر عليها في حوزة المقاومين. «تقنيات تحتاج إلى جهود دولة»، بحسب ما قاله ضابط في الاستخبارات الأميركية لصحيفة «وول ستريت جورنال».حتى إن مدير مشروع أنظمة التحكّم في الطائرات من دون طيار في البنتاغون، الكولونيل روبرت سوفا، أكد في مؤتمر صحافي عدم قيام الجيش الأميركي بتشفير إرسال الطائرات، ملمّحاً إلى معرفة الجيش مسبّقاً بوجود «ثُغر بنيوية تقنية» لا يمكن معالجتها.وأشار ضابط شارك في عملية الدهم في الأعظيمة إلى أن المواد المضبوطة قادت إلى تحقيق آخر عن صلة إيران بتصدير «تقنيات شديدة التعقيدات» إلى المقاومة العراقية. فقد شملت الأجهزة المضبوطة لواقط إرسال وحواسيب وبرامج تحتاج إلى مهندسين «أذكياء جداً» في الإلكترونيات كي يجمعوها في نظام واحد قادر على التقاط بث طائرات الاستطلاع، على حد وصف التقرير الذي رفعه مسؤول التقدير الاستخباري في البنتاغون، جايمس كلابر، إلى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس.ولئن حصر الاحتلال استخدام التقنية الجديدة بـ«كتائب حزب الله»، فإن مصادر عراقية مطّلعة أكدت لـ«الأخبار» أن «عصائب أهل الحق» تستخدم الأسلوب نفسه منذ أكثر من عام.التقارير الأميركية تؤكد أيضاً إمكان اختراق نظام التحكم في طائرات الاستطلاع، وإن كانت تقلّل من هذا الاحتمال لكونه يتطلب مهارات عالية لدى خبراء اختراق الكمبيوترات، علماً أن الوحدات البرية تتلقّى عادةً بث طائرات الاستطلاع عبر لاقط فيديو، أو جهاز شبيه بالكومبيوتر المحمول اسمه «روفر». عملية حماية بيانات البث تتطلب تشفير اللاقط أو «روفر»، وهي عملية غير ممكنة في المدى المنظور، بحسب التقرير الأميركي الرسمي، الصادر عن البنتاغون. ويبقى الحل الوحيد السريع المتاح أمام الجيش الأميركي تضييق مساحة النطاق الجغرافي القادر على استقبال بيانات البث، بحيث يتركّز ضمن مسافة لا تزيد على 92 متراً.يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يُعثَر فيها على ثُغر مماثلة في النظم المعلوماتية في الجيش الأميركي، وفي الطائرات من دون طيار تحديداً. ففي حرب البوسنة، استطاع السكان مشاهدة ما تبثه طائرات الاستطلاع الأميركية عبر أجهزتهم التلفزيونية المنزلية. يومها علّق قائد سلاح الجو الأميركي على هذه الثغرة بالقول: «يستطيعون في البوسنة التقاط بث طائراتنا أسهل بكثير من محاولة التقاط بث قناة ديزني».
http://www.al-akhbar.com/ar/node/171484
16 يناير 2010
المقاومة العراقية تخترق طائرات الاستطلاع بـ25 دولاراً
ملف المقاومة في العراق
المقاومة العراقيّة على خطى حزب اللّه
أدرجت وزارة الخارجية الأميركية «كتائب حزب الله ـــ العراق» على لائحة الإرهاب في شهر تموز من العام الماضي، بعدما مهّدت الاستخبارات المركزية لهذه الخطوة منتصف عام 2008، بتصنيفها قاذف «بي 29» المضاد للدروع «خطراً على الأمن القومي الأميركي» بسبب الدمار الذي أحدثه استخدام هذا السلاح بدباباتها في العراق
ليس الحديث الأميركي عن «كتائب حزب الله في العراق» جديداً، فقد ذكر قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي دايفيد بترايوس والسفير الأميركي في بغداد ريان كروكر هذا الفصيل أكثر من مرة في تقريرهما المشترك أمام الكونغرس مطلع عام 2008، فيما كان الناطق باسم الاحتلال الجنرال دايفيد برغنر يصف الكتائب بأنها «أبرز فصيل يهدد استقرار العراق».
خلال الأسبوع الأول الذي تلى اغتيال المسؤول العسكري لحزب الله عماد مغنية، في الثاني عشر من شهر شباط 2008، تعرضت قواعد الاحتلال الأميركي في بغداد لقصف صاروخي عنيف. يومها، أظهرت مشاهد العمليات المصوّرة، التي بُثت على شبكة الإنترنت، صواريخ من عيارات مختلفة كُتب عليها «ثأراً لدم الشهيد الحاج عماد مغنية» مع صورة لمغنيّة ذُيّلت بتوقيع «كتائب حزب الله ـــــ المقاومة الإسلامية في العراق».
لم تكن هذه الأساليب غريبة عن غرف عمليات الجيشين الأميركي والبريطاني، اللذين عايشاها بعد أسابيع من غزو العراق عام 2003، حين انفجرت أول عبوة خارقة للدروع بدورية أميركية. حينها، ظلّ الجيش الأميركي يوحي بأنه يواجه عدواً غامضاً، حتى تشرين الأول 2005، حين أعلن السفير البريطاني في العراق، وليام باتي، أن إيران تزوّد المقاومة العراقية بـ«تكنولوجيا مميتة».
وتبنّت مجموعات متفرقة المسؤولية عن عمليات نوعية تحت أسماء «كتائب كربلاء»، و«كتائب العباس»، و«كتائب زيد بن علي»، و«كتائب علي الأكبر» و«كتائب السجّاد». بثّت هذه الكتائب صور عملياتها على الإنترنت، إلى أن صدر بيان موحّد في الحادي والعشرين من شهر آب 2007 أطلق تسمية «كتائب حزب الله» على هذه المجموعات.
الأهداف والرؤية السياسية
تشير دراسات غربية إلى أنه قبل غزو العراق بنحو أربعة أشهر، بدأ شبّان عراقيون، ممن يناصرون الثورة الإسلامية في إيران، بالتخطيط لتأسيس تنظيم مسلح يعكس خيار شريحة واسعة من الشعب العراقي.
وبالاعتماد على ما تيسّر من أسلحة وعبوات مصنَّعة محليّاً، انطلقت العمليات ضد الاحتلال، فكانت باكورة الهجمات في تشرين الأول 2003 ضد آلية أميركية في العاصمة بغداد.
وبحسب المعلن في بيانها الأول، تهدف «كتائب حزب الله» إلى تحرير العراق من الاحتلال، مع رفضها «جميع المعاهدات والاتفاقيات التي فُرضت» على شعبه.
وفيما يتضمّن البيان أدبيات أمميّة وثوريّة وعقائدية شبيهة بتلك التي تستخدمها حركات إسلامية أخرى في بقع جغرافية متعددة، يبدو واضحاً من خلال مواد إعلامية عديدة أن «كتائب حزب الله» في العراق ترتكز على نظرية ولاية الفقيه المتمثلة حالياً بمرجعية المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، فضلاً عن حيّز خاص تُفرده الكتائب في خطابها إلى محمد باقر الصدر والإمام الخميني.
وبالنسبة إلى الموقف من تنظيم «القاعدة»، تميّز الكتائب ما بين أفراد متورطين مع أجهزة استخبارات إقليمية ودولية وآخرين «ينطلقون من دوافع وطنية وإسلامية ويستهدفون الاحتلال مباشرة»، علماً بأنه، بخلاف الكثير من الفصائل العراقية، تعتمد «كتائب حزب الله في العراق» على خطاب واضح يتجنّب استفزاز «القاعدة».
وينعكس هذا الخطاب ميدانياً، حيث أعلنت الكتائب مراراً تنفيذ عمليات مشتركة مع فصائل أخرى، وتحديداً مع «عصائب أهل الحق».
وفي ما يخصّ الدول المجاورة للعراق، يبدو جليّاً، من خلال بياناتها، الموقف السلبي من الأردن والسعودية والإمارات «التي تموّل مجالس الصحوات»، في مقابل نظرة إيجابية إزاء إيران وسوريا «اللتين تدعمان الأحرار» في المنطقة.
أما العلاقة مع التيار الصدري، فهي محكومة بالتوافق لكون العديد من كوادر «كتائب حزب الله في العراق» خرجوا من رحم التجربة الصدرية. غير أن الوضع مختلف مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية المطالب بـ«العودة إلى المنبع الأصلي للثورة».
التسليح
كما هي حال المجموعات التي تخوض حرب عصابات، يعمل المقاتلون في «كتائب حزب الله ـــــ العراق» ضمن مجموعات صغيرة منفصلة بعضها عن بعض، فلا رابط مباشراً بين مجموعات تأمين السلاح ونقله والاستطلاع والتنفيذ.
وبحسب المعلن في البيانات والمواد الإعلامية الصادرة عنها، تبرز الأسلحة والذخائر التالية في عمليات الكتائب:
ـــــ صواريخ «الأشتر»، وهي عبارة عن عبوات طائرة تعمل بـ«البروبان» وغيرها من المواد. استخدمت للمرة الأولى في عمليات الجيش الجمهوري الإيرلندي. وبحسب دراسات أميركية، تصنع هذه الصواريخ داخل العراق. وتستخدمها الكتائب في عمليات قصف لقواعد أميركية من مسافات قريبة، بحسب ما تُظهر الأشرطة المصوّرة.
ـــــ العبوات الخارقة للدروع «EFP»، وهي سلاح حصري بكتائب حزب الله و«عصائب أهل الحق»، وفقاً لشهادات وتقارير استخبارية وعسكرية أميركية. تستفيد الكتائب من أسلوب العمليات المزدوجة خلال استخدام هذه العبوات من خلال وضع عبوتين تضرب الأولى الهدف، فيما تستهدف الثانية جنود الاحتلال أثناء تجمّعهم بعد انفجار الأولى. تكمن خطورة هذه العبوات في كونها تُزرع إلى جانب الطرق، ولا تحتاج إلى الحفر في الأرض، بالاستفادة من قابلية التمويه، بحيث تتخذ أشكال صخرة أو أي عنصر موجود في الطبيعة، ما يعقّد اكتشافها. كذلك تمتاز هذه العبوات بكونها غير قابلة للتعطيل بواسطة التشويش الإلكتروني. تستخدم بعض أجهزة إرسال إشارات التفجير لهذه العبوات الموجة نفسها التي استخدمت ضد القوات الإسرائيلية في لبنان، بحسب تقرير وضعه خبير عسكري أميركي لمصلحة «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى».
ونقلت «نيويورك تايمز» عن محلّلين في أجهزة الاستخبارات الأميركية قولهم إن أجزاء العبوة الخارقة للدروع المستخدمة في العراق موجودة في مكان واحد في العالم: لبنان، حين سلّمت إيران في عام 1998 السلسلة نفسها من هذه العبوات إلى حزب الله.
ويعدّ هذا السلاح الأخطر بالنسبة إلى القوات الأميركية؛ إذ يشير تقرير معهد «أميركان أنتربرايز» الدوري عن الخسائر في العراق إلى أن 99 في المئة من الهجمات التي استهدفت القوات الأميركية في حزيران الماضي، كانت باستخدام «أسلحة خارقة للدروع شديدة الانفجار».
ـــــ قاذف «بي ــ 29»، وهو سلاح حصري بكتائب حزب الله، بحسب القائد السابق للمنطقة الأميركية الوسطى، جون أبي زيد، الذي أعلن، في مؤتمر صحافي في شباط 2007، العثور بحوزة الميليشيات الشيعية على صواريخ صينية الصنع يمكن أن تصل إلى مسافات بعيدة.
ــ قذائف الهاون من عيارات مختلفة، فضلاً عن صواريخ «غراد» و«كاتيوشا» وصواريخ من عيار 107 مليمترات وصواريخ من عيار 240 مليمتراً استخدمت في قصف تجمعات للبريطانيين في مطار البصرة، علماً بأن 80 في المئة من الصواريخ التي تُطلق على المنطقة الخضراء منذ مطلع عام 2009 «تُطلق من مدينة الصدر»، بحسب العقيد ألين باشكلت.
ـــــ أنواع تقليدية من أسلحة الدفاع الجوي كصاروخ «ستريلا» الذي أسقط مروحية «أباتشي» في 31 تموز 2006 خارج قاعدة أميركية في بغداد.
على صعيد التكتيك، تطوّر «كتائب حزب الله» أساليبها وفقاً لتموضع قوات الاحتلال. في بعض الهجمات، يصل عدد الصواريخ المُطلقة دفعة واحدة إلى خمسين.
على الصعيد الجغرافي، تتركز معظم عمليات «كتائب حزب الله» في العاصمة بغداد، مع بعض المحاولات في البصرة والناصرية والجنوب عموماً.
كتائب وتنظيمات أخرى
أصدر معهد دراسات الحرب في واشنطن، الذي يُعنى بتقديم تحليلات عسكرية للسياسيين والقادة المدنيين، عدداً من الدراسات والتقارير عن «المجاميع الخاصة» في العراق منذ بدء الغزو. وتتقاطع التقارير في «اتهام» طهران والحرس الثوري بدعم هذه المجموعات، إلا أن التفصيل في هيكلياتها التنظيمية يشهد الكثير من التناقض والتضارب بسبب التداخل الناجم عن توزعها وتعاونها على حدّ سواء. هذا التعقيد دفع بقائد قوات الاحتلال، الجنرال ريموند أوديرنو، إلى القول في مقابلة مع معهد دراسات الحرب، إن الجيش الأميركي «لم يكن على علم بوجود نكهات مختلفة لجيش المهدي في العراق، حتى عام 2007»، في تفسير واضح لسبب تحميل الاحتلال «جيش المهدي» مسؤولية معظم العمليات في المرحلة السابقة. وهكذا يمكن أن تُعدَّد، إضافة إلى كتائب حزب الله، الفصائل الآتية:
1 ـــــ عصائب أهل الحق: أعلنت نفسها خلال حرب تموز 2006، مع أن تاريخ انطلاقها، بحسب الأميركيين، يعود إلى عام 2004 بعدما أنشأت، برئاسة الشيخ قيس الخزعلي، تنظيماً يحمل أفكار التيار الصدري ويعمل باستقلالية بهدف مواصلة العمل العسكري، بغضّ النظر عن الظروف السياسية؛ وذلك مباشرة عقب انتهاء معارك النجف.
بداية، حملت لدى إنشائها اسم «أصحاب الكهف» و«كتائب الرسول الأعظم». يرأس هذا التنظيم «مجلس أمناء» يضم مجموعة من تلامذة المرجع الراحل محمد باقر الصدر، ويقوده حالياً الشيخ أكرم الكعبي، الذي يُصنّفه الاحتلال على لائحة الإرهاب. ويضم التنظيم نخبة من الكوادر في التيار الصدري يديرون «كتائب الإمام علي»، و«الإمام الهادي»، و«الإمام العسكري» و«الإمام الكاظم».
تُعدّ العملية النوعية ـــــ المزدوجة التي استهدفت مقر التنسيق المشترك في مدينة كربلاء في العشرين من كانون الثاني 2007، الأبرز في سجل العصائب. بعد شهرين من تلك العملية، اعتقل الاحتلال كلاً من الأخوين خزعلي (قيس وليث) واللبناني علي موسى دقدوق.
ويشمل النطاق الجغرافي لعمل العصائب بغداد والبصرة وذي قار وديالى والنجف وواسط ومحافظة المثنى والعمارة والناصرية.
في الأيام القليلة الماضية، أطلقت الحكومة العراقية العشرات من المنتسبين إلى «عصائب أهل الحق» من سجونها، في وقت كان فيه الناطق باسم الاحتلال يعلن أن «العصائب لم تقرر بعد التخلّي عن العنف والانخراط في العملية السياسية». وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت أخيراً بدء الحوار مع «عصائب أهل الحق» لدمجهم في العملية السياسية، في مقابل وقف الهجمات المسلحة، علماً بأن وزير النقل العراقي السابق سلام المالكي يُعدّ أحد أبرز الوجوه السياسية للعصائب.
2 ـــــ «لواء اليوم الموعود»: أعلن مقتدى الصدر في 14 تشرين الثاني 2008 تأسيس هذا الفصيل، داعياً، في رسالة خطية، أفراد الجماعات الأخرى، وتحديداً «عصائب أهل الحق»، إلى الانضمام إليه. غير أن رسالته لم تلقَ تجاوباً. ليس واضحاً ما إذا كانت هذه الألوية قد استطاعت ملء الثغر، التنظيمية تحديداً، التي عاناها «جيش المهدي» لدى انطلاقته في عام 2004. تتركز معظم عمليات هذا الفصيل في الحزام الجغرافي المحيط بالمنطقة الخضراء.
3 ـــــ فيلق بدر: الذراع العسكرية للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، يرأسه هادي العامري. انخرط معظم أفراد الفيلق في الأجهزة الأمنية والجيش العراقي، بالتزامن مع قرار المجلس الأعلى الانخراط في العملية السياسية، فيما توزع بعض أفراد هذا الفصيل على المجموعات الأخرى.
4 ـــــ «كتائب ثار الله»: تُعدّ الرابعة من حيث الأهمية ضمن «المجاميع الخاصة»، الاسم الذي تطلقه الحكومة العراقية على المجموعات المدعومة إيرانياً. أُعدم أحد أبرز قادتها، ويدعى يوسف الموسوي، إثر عملية «صولة الفرسان» التي أطلقها نوري المالكي في البصرة في آذار 2007. يتركز نشاط هذه الكتائب في جنوب العراق.
5 ـــــ «كتائب بقيّة الله»: يتركز عملها في جنوب العراق. تعرضت لحملات اعتقالات عديدة من القوات البريطانية والشرطة العراقية.
6 ـــــ «كتائب مالك الأشتر»: ساحة عملها الرئيسية محافظة ديالى.
7 ـــــ «منظّمة الطليعة الإسلامية»: انضمّت في ذكرى الغزو إلى منظمة العمل الإسلامي وكتائب الفتح لتؤسس تنظيماً سياسياً واحداً تحت اسم «حزب العمل الإسلامي»، التابع للمرجع الديني محمد تقي المدرسي. ينحصر نشاطها في الجنوب وتحديداً كربلاء والنجف.
8 ـــــ «جيش العمل الإسلامي» و«جيش المختار»: مثّلا بعد أشهر قليلة من الغزو تنظيماً واحداً.
9 ـــــ «منظمة 15 شعبان» (كتائب الانتفاضة الشعبانية): استمدت اسمها من محاولة الانقلاب التي قام بها آلاف الشيعة على حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 1990. نفذت عمليات عدة في عامي 2003 و2004. وضعها الحالي غير واضح.
10 ـــــ منظمة «بنت الهدى»: تتبع لجيش المهدي، وهي تضمّ نساءً جاهزات لتنفيذ عمليات «استشهادية» ضد القوات الأميركية، بحسب بيانات عثر عليها الاحتلال.
إضافة إلى التنظيمات المذكورة أعلاه، تعدّد تقارير أميركية أسماء مجموعات صغيرة كـ«أشبال الصدر»، وكتائب «ثأر الحسين»، ومنظمة «أنصار الإسلام»، ومنظمة «سيد الشهداء»، وكتائب براثا (سمّيت بهذا الاسم نسبة إلى مسجد مقدس لدى الشيعة) وغيرها من المجموعات الصغيرة.
معاناة من التدريع
تخضع المنطقة الخضراء لعملية رصد مستمرة من قبل المقاومة العراقية، بحسب ما توحي به الأحداث. خلال الزيارة السرية الأخيرة لنائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن إلى بغداد، تعرضت المنطقة لقصف صاروخي استهدف مبنى مجاوراً للسفارة الأميركية. وعلى الفور، بدأت وزارة الداخلية العراقية تحقيقاً لكشف كيفية تسرب أنباء عن تحرك موكب بايدن، انتهى إلى إعلان أن «مجموعة خاصة مرتبطة بفيلق القدس الإيراني، يتولى الإشراف عليها وليد الساعدي، أطلقت الصواريخ».
وتُظهر بيانات على شبكة الإنترنت أن أول عملية نفذها فصيل شيعي في العراق كانت بتاريخ «23 تشرين الأول 2003 في منطقة البلديات خلف فندق القناة في بغداد، حيث استهدفت عبوة ناسفة جيب هامر أميركياً، ودُمّر بالكامل».
التركيز على آليات الجيش الأميركي ومدرعاته دفع بشركات التصنيع والتصفيح إلى إدخال تعديلات على نظام التدريع ثلاث مرات منذ بدء الغزو، حتى ارتفعت كلفة صناعة جيب الهامر الواحد من 300 إلى 500 ألف دولار.
فصائل المقاومة العراقيّة: «الحسين» يجاور «الفاروق»
فاق عدد المقاتلين العرب أولئك العراقيين في العديد من مدن العراق في صيف عام 2003. غير أن هذا الواقع تبدلّ جذريّاً نتيجة المفاصل السياسية والأمنية التي مرّت بها البلاد، لتتبلور حالياً مواقع الفصائل المقاومة، على اختلاف طوائفها، ضد الاحتلال. وصار من السهل تصنيف المجموعات المسلحة وفقاً للاتجاه الذي تصوّب إليه بندقيتها، بعيداً عن الحسابات المذهبية الضّيقة
يكاد يكون من المستحيل إحصاء فصائل المقاومة في العراق، نظراً لأسباب عديدة:
1 ــ استخدام أكثر من فصيل للاسم نفسه: 3 جماعات مسلّحة تحمل اسم «جيش محمد». كما أن أكثر من مجموعة خاصة ضمن الفصائل تحمل اسم كتيبة «سعد بن أبي وقّاص».
2 ــ الحراك التنظيمي في هيكلية هذه الفصائل لناحية عمليات اندماج أو انشقاق دائمة، فتارة يعلن أكثر من فصيل العمل تحت راية واحدة، وطوراً تعلن كتيبة أو سرية الانشقاق وإنشاء فصيل خاص مستقل عن الجماعة الأم.
3 ــ السريّة التي تحيط بعمل المجموعات المسلحة.
غير أن المواكبة المستمرة لنشاط هذه الفصائل تفترض وجود ما لا يقل عن 40 تنظيماً مختلفاً. وهذه التنظيمات موزعة بدورها على خلايا صغيرة، تشابهت أساليب عملها منذ الغزو، ثم ما لبثت أن بدأت بالتميّز وفقاً لنطاق عملها الجغرافي والتكتيك العسكري. وهكذا يمكن ملاحظة الفصائل التالية:
■ المقاومة الإسلامية الوطنية العراقية (كتائب ثورة العشرين):
صدر أول بيان عن هذا الفصيل في 16 حزيران 2003، محذراً الدول الأجنبية من إرسال قواتها إلى العراق. لا تعارض الكتائب العملية السياسية، بل إنها كانت من ضمن الفصائل التي أوفدت ممثلين عنها إلى تركيا للتفاوض مع الأميركيين. تحمل الكتائب خطاباً وطنيا إسلامياً جامعاً، من هنا أصل التسمية وربطها بثورة العشرين، التي تُعدّ حدثاً تاريخياً جامعاً للعراقيين.
❞«كتائب ثورة العشرين» تضم أكثر من 30 كتيبة مسمّاة على أسماء الصحابة❝تضم هيكلية الكتائب المكتب السياسي، وقسم الفتوى والتأصيل، وقسم الأمن الجهادي والقسم الإعلامي، فضلاً عن الجناح العسكري.
تنشط الكتائب في بغداد والأنبار وديالى والموصل وصلاح الدين، وهي تضم أكثر من 30 كتيبة مسماة على أسماء الصحابة وشخصيات إسلامية تاريخية ومعاصرة بارزة وموزعة على المناطق. أبرز هذه الكتائب: كتيبة «الخلفاء الراشدين»، وكتيبة «الفاروق عمر»، وكتيبة «الحسين»، وكتيبة «القعقاع بن عمرو»، وكتيبة «صلاح الدين الأيوبي»، وكتيبة «عبد الله بن المبارك»، وكتيبة «أمجد الزهاوي»، وكتيبة «محمد محمود الصواف»، وكتيبة «عبد الله عزام»، وكتيبة «محمود الحفيد البرزنجي» وكتيبة «عبد العزيز البدري».
تتنوع أساليب الكتائب بحسب طبيعة المنطقة المحيطة، غير أن أسلحتها لا تخرج عن السياق التقليدي (قواذف صاروخية ومدافع هاون وصواريخ كاتيوشا وغراد، ونصب كمائن بأسلحة خفيفة وعبوات ناسفة).
■ جيش الراشدين:
ظهر في عام 2005. يتألف من كتائب «الكوثر»، و«الفردوس»، و«جنود الرحمن»، و«الفجر الصادق»، و«مسلم بن عقيل» وغيرها. تتوزع على محافظات صلاح الدين والأنبار وديالى والموصل وكركوك والعاصمة بغداد.
أهداف هذا الفصيل وسياساته تتطابق وتلك التي تتبنّاها كتائب ثورة العشرين، إذ يحرّم قتل المدنيين.
■ المجلس السياسي للمقاومة العراقية
في الرابع من أيلول من عام ألفين وسبعة، اتفقت فصائل جبهة الجهاد والإصلاح الأربع (الجيش الإسلامي في العراق وجماعة أنصار السنة وجيش المجاهدين وجيش الفاتحين) مع الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) وحركة المقاومة الإسلامية في العراق (حماس) على تأسيس «المجلس السياسي للمقاومة العراقية».
بحسب مصدر عراقي مطلع فإن ممثلي الفصائل، الذين اجتمعوا في بغداد، اتفقوا على صياغة برنامج موحد ضمن بيان يوضح أهداف المجلس، وفي مقدمها رفض الاحتلال رفضاً قاطعاً، والعمل على «دحر المشروع الطائفي ـــــ العرقي التقسيمي» (مع الإشارة إلى خصوصية المسألة الكردية)، ورفض جميع المعاهدات والدستور والقوانين التي أُبرمت في ظل الاحتلال. وقد حافظ البيان السياسي الموحد على استقلالية العمل العسكري للجهات الموقّعة عليه. أما مكوّنات هذا المجلس فهي:
1 ــ حركة المقاومة الإسلامية (حماس ـــــ العراق):
أعلنت عن نفسها في السادس والعشرين من آذار عام 2007 كتنظيم مستقل إثر انشقاقها عن «كتائب ثورة العشرين». تنشطت ميدانياً تحت اسم «كتائب الفتح الإسلامي»، الذراع العسكرية للحركة، في بغداد والأنبار وديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى. وبحسب مصدر مقرب لا ترتبط «حماس ـــــ العراق» بالحركة في فلسطين، وإن كانت شريحة كبيرة من أعضاء الفصيل العراقي تتخذ من فكر «الإخوان المسلمين» منهجاً لها. تضم الحركة مكتباً سياسياً وآخر إعلامياً.
تعارض «حماس ـــــ العراق» عموماً العملية السياسية «التي أنتجها الاحتلال»، وفي الوقت نفسه تميز ما بين متعاون مع الاحتلال ومقاوم له في المذاهب الأخرى، وهي تحرّم استهداف المدنيين. كذلك، تعارض الحركة بشدة منهج تنظيم «القاعدة»، وترى أنه «انحرف في الأهداف والسلوك لكونه يهدم بمعول أعمى البنية التحتية للعراق ويقتل المجاهدين».
خلال عدوان تموز 2006 على لبنان، كان لافتاً صدور بيان تأييد عن الحركة لحزب الله وللشعبين اللبناني والفلسطيني.
2 ــ الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع): تحمل الجبهة خطاباً وطنياً إسلامياً يدعو إلى توحيد قوى المقاومة في مواجهة الاحتلال. أعلنت عن نفسها مطلع عام 2004. تعارض بشدة استخدام السيارات المفخخة ضد المدنيين أو استهداف المنشآت المدنية أو أي عراقي، حتى لو كان في الشرطة أو الحرس الوطني. تنفّذ الجبهة عملياتها تحت اسم «كتائب صلاح الدين»، ويتركّز نشاطها العسكري جغرافياً في بغداد (عند الأطراف) والموصل والأنبار وبعض المحاولات في البصرة.
وتضم كتائب «صلاح الدين» مجموعة سرايا وكتائب تقسّم إلى مجموعتين. الأولى مجموعة التخريب وتضم سرايا «البراء بن مالك»، «أسامة بن زيد»، «الحسين»، «الحسن» و«محمد الفاتح». تستخدم هذه المجموعة ألغاماً صُنعت من بقايا ذخيرة الجيش العراقي السابق، فضلاً عن ذخائر دخلت العراق من دول أخرى. معظم هذه الألغام يجري التحكم فيها من مسافة 100 متر.
أما المجموعة الثانية، فهي مجموعة القصف المدفعي والصاروخي، وتضم سرايا «عبد الله عزام»، «عبد الله بن مسعود»، «جعفر الطيار»، «أبو بكر الصديق»، «السجاد»، «العز بن عبد السلام»، «عثمان بن عفان»، «عقبة بن نافع»، «سعد بن أبي وقّاص»، «عمر بن الخطاب»، «فرسان الجنوب»، «زيد بن حارثة»، «عبد الرحمن بن عوف»، «معاذ بن جبل»، «عمر بن عبد العزيز»، «الحسن بن علي». تستخدم هذه السرايا مدافع هاون من عيارات مختلفة وصواريخ «غراد» و«كاتيوشا» وصواريخ دفاع جوي تقليدية محمولة على الكتف.
3 ــ جبهة الجهاد والإصلاح: تعمل تحت رايتها 4 فصائل عسكرية هي: الجيش الإسلامي في العراق وجماعة أنصار السنّة وجيش المجاهدين وجيش الفاتحين. لا تعترف فصائل الجبهة بالعملية السياسية وترفض الاتفاقات التي أبرمتها الحكومات العراقية المتتالية منذ سقوط نظام صدام حسين، وكذلك الدستور ونتائج الانتخابات. يحافظ كل فصيل منضوٍ تحت لواء الجبهة على استقلاليته ميدانياً.
أ ــ جيش المجاهدين: يضم مقاتلين عرباً وأفغاناً وشيشان. يفيد البيان التأسيسي لهذا الفصيل أن «نواة هذا الجيش تبلورت» قبل الغزو عام 2003. حصل جيش المجاهدين على عتاده العسكري من مخازن الجيش العراقي (يشير تقرير أميركي الى أن حجم المتفجرات التي فُقدت من مخازن الجيش العراقي ليلة الغزو فقط يبلغ 250 ألف طن). يتوزع عمل جيش المجاهدين على مجموعات صغيرة تنشط تحت أسماء «كتيبة سيف الله المسلول» في محافظة الأنبار.
ب ــ الجيش الإسلامي في العراق: تنظيم سلفي عشائري أعلن عن نفسه أواخر عام 2003؛ علماً أن نواة هذا التنظيم «تكوّنت قبل الغزو بأشهر قليلة». يضم في هيكليته مكتب الأمير ومجلس الشورى والمكتب السياسي والمكتب الإعلامي ومكتب الأبحاث والتطوير والهيئة الشرعية والجناح العسكري الموزع على محافظات بابل وواسط والسماوة والبصرة والعمارة.
يعارض الجيش الإسلامي بشدة العملية السياسية، لكنه يرفض أيضاً استهداف المدنيين. أعلن استعداده للتفاوض مع الاحتلال بهدف الانسحاب من العراق.
❞يصعب إحصاء عدد الفصائل في العراق لأسمائها المتشابهة❝من بين جميع فصائل المقاومة في العراق، يتميز الجيش الإسلامي بالأدوات الإعلامية التي تواكب نشاطه العسكري (إصدارات مطبوعة ومرئية متقنة التنفيذ). ويضم التشكيل العسكري للجيش الإسلامي: كتيبة القنص المعروفة باسم «قناص بغداد»، سرية العمليات الخاصة التي تنفذ عمليات خطف عمال أجانب ونصب الكمائن، كتيبة الناصر صلاح الدين التي تتولى عادة عمليات القصف الصاروخي، وسرية الرماة ويطلق عليها أيضاً اسم سرية سعد بن أبي وقاص.
وتتنوع أسلحة هذا الفصيل ما بين عبوات ناسفة (تستهدف آليات غير مدرعة)، قناصات، صواريخ غراد وكاتيوشا، قاذفات آر بي جي، صواريخ «ستريلا» المحمولة على الكتف، وصواريخ محلية الصنع تُعرف باسم «طارق».
يتركز النطاق الجغرافي لعمليات الجيش الإسلامي حالياً في الرمادي والفلوجة وسامراء وديالى وتكريت والموصل وبغداد.
ج ــ جيش أنصار السنة: أعلن عن أولى عملياته في 3 تشرين الأول 2003. يضم عدداً كبيراً من المقاتلين العرب من أتباع السلفية. ينشط أساساً في شمال العراق، والمحافظات ذات الغالبية السنية. فضلاً عن الاحتلال الأميركي، يستهدف الجيش في عملياته الأحزاب الكردية.
إشارة إلى أن هذا الفصيل انقسم عام 2007 إلى جناحين: جناح انضم إلى «جبهة الجهاد والإصلاح» تحت اسم «جماعة أنصار السنّة ـــــ الهيئة الشرعية»، وجناح اعتمد تسمية «أنصار الإسلام» وأعلن تحالفه مع تنظيم «القاعدة».
د ــ جيش الفاتحين: تنظيم عشائري إسلامي. يتفرّد في الجبهة بعلاقات مميزة مع تنظيم «القاعدة»، بل إن أيمن الظواهري، الرجل الثاني في «القاعدة»، يُعدّ مثالاً أعلى بالنسبة إلى عناصر هذا الفصيل. ينشط «جيش الفاتحين» تحت اسم كتائب «سعد بن أبي وقاص» و«الناصر صلاح الدين» و«أبو أيوب الأنصاري». تتركز عملياته جغرافياً في بغداد والرمادي.
■ جيش رجال الطريقة النقشبندية:
يتبع عناصر هذا الفصيل عقيدة صوفية خاصة كانت موجودة قبل الغزو كتنظيم ديني سري، ثم ما لبث أن تحول إلى العمل العسكري مع سقوط نظام صدام حسين، حين اجتمع «كبار رجال الطريقة النقشبندية» في الأسبوع الثالث من شهر نيسان 2003 واتفقوا على خوض العمل العسكري، فقرروا تأليف مجموعات قتالية صغيرة (من 7 إلى 10 مقاتلين)، وعيّن أمير لكل مجموعة، على أن يخضع أمراء المجموعات والمناطق لـ «أمير الجهاد العام»؛ وهو شيخ الطريقة النقشبندية.
نفّذ هذا الفصيل أولى عملياته في تموز 2003 حين دمر آلية أميركية في مدينة الفلوجة. يعتمد «جيش رجال الطريقة النقشبندية» في عتاده العسكري على أسلحة خفيفة ومتوسطة، ويتركز عمله في الأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين. كما أن أبرز عملياته قصف فندق «الرشيد»، حيث كان ينزل فيه النائب السابق لوزير الدفاع الأميركي بول وولفوفيتز.
يضم الجيش الكثير من البعثيين الأعضاء في الجيش العراقي السابق. ويمكن أيّ مراقب ملاحظة «لهجة الجيش العراقي السابق» في بيانات هذا الفصيل.
في عام 2005، أجرى هذا الفصيل تحولاً في هيكليته التنظيمية باتجاه جيش منظم يحاكي إلى حد بعيد هيكلية فيلق في الجيش العراقي السابق. يرفض الجيش المشاركة في العملية السياسية وما نجم عنها حتى الآن.
■ جيش محمد:
معظم عناصر هذا التنظيم هم من العرب، كما يضم عناصر سابقين في تنظيم «فدائيّي صدام». برز بروزاً كبيراً في أحداث الفلوجة. يتركّز نشاطه في الفلوجة، الرمادي، سامراء، بعقوبة وشمال بغداد. تشير بيانات التنظيم إلى وجود كتيبة كاملة من النساء في ديالى، ولكن لا يوجد ما يؤيد هذا الادعاء. ليس واضحاً علاقة «جيش محمد» بتنظيم ثان يدعى «طلائع جيش محمد الثاني المسلحة».
■ الجبهة الوطنية لتحرير العراق:
هي تجمّع يضم مجموعات صغيرة في الفلوجة والأنبار وبغداد وسامراء وتكريت وبيجي والضلوعية وبعقوبة وديالى وكركوك والبصرة والعمارة ونينوى وبابل. أُلّفت أوّل أيام الغزو. تضم عناصر من حزب البعث والحرس الجمهوري في نظام صدام، فضلاً عن العشرات من المقاتلين العرب.
■ جيش الجهاد:
انطلق نشاط هذا الفصيل مع بدايات الغزو الأميركي، عبر تجمعات داخل المساجد لشبان يعارضون حكم البعث في سامراء وبغداد. نفّذ أولى عملياته منتصف عام 2003 بتدمير «هامر» على الطريق السريع ما بين اليوسفية وأبو غريب. عمل مقاتلو هذا التنظيم بدايةً تحت اسم «جيش العراق الإسلامي». شارك بفعّالية في معارك الفلوجة. حتى منتصف عام 2006، عمل «جيش العراق الإسلامي» مع «كتائب إمام المتقين» و«سرايا الجهاد» في الموصل، و«حركة الجهاد الإسلامية لتأسيس «جيش المجاهدين»، غير أن خلافات داخل هذا الجيش أفضت إلى انقسامه إلى فصائل عدّة.
مجموعات صغيرة
إضافةً إلى الفصائل الرئيسية في المقاومة العراقية، يمكن تعداد العشرات من المجموعات الصغيرة. من بين هذه المجموعات «كتائب الأنبار» (تابعة لتنظيم «القاعدة»)، و«جيش الحق» (قاد مفاوضات سياسية مع الحكومة العراقية باسم مجموعات صغيرة)، و«جيش الطائفة المنصورة» (ينشط في الأنبار)، وفصيل «حمزة» (ظهر في الفلوجة عام 2003)، و«كتائب الفاروق»، وجيش «سعد بن أبي وقاص»، و«كتائب مجاهدي الجماعة السلفية» (زعيمها الشيخ مهدي الأصمعي، وهو رجل دين معروف بمعاداته للوجود الأجنبي، ولحكم صدام حسين على حد سواء)، و«عصائب العراق الجهادية»، و«كتائب أبو بكر الصديق» وكتائب مجاهدي عمورية، فضلاً عن عشرات المجموعات التي تظهر بين الفينة والأخرى تبعاً لعمليات الانشقاق أو الانضمام ما بين الفصائل ومنها «جيش القعقاع»، و«سرايا التمكين»، و«سرايا الغضب الإسلامي»، و«كتائب الثأر والرايات البيضاء» (تضم مقاتلين عرباً مناوئين لنظام صدام حسين). غير أن معظم هذه الجماعات غير فاعلة عمليّاً على ساحة العمليات، إذ إنها لا تتّبع أسلوباً ممنهجاً في مقاومتها للاحتلال.
http://www.al-akhbar.com/ar/node/173177
http://www.al-akhbar.com/ar/node/173263