يحلو للبعض العودة إلى عام ١٩٨١ في محاولة منه لتدعيم الرأي القائل إن رئيس الأركان الحالي للجيش، سامي عنان، هو الأوفر حظاً لتولي إدارة الفترة الانتقالية في حال انهيار النظام
جمانة فرحات
في الثاني من تشرين الأول 1981، سافر نائب الرئيس آنذاك حسني مبارك إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية امتدت ثلاثة أيام، وعاد بعدها لحضور احتفالات «انتصارات أكتوبر»، التي سجلت اغتيال أنور السادات وانتقال مبارك منذ ذلك الحين إلى سدة الرئاسة الأولى، ليبقى ممسكاً بها حتى اليوم.
والمقارنة بين ما جرى عام ١٩٨١ وما يحدث اليوم، هي من قبيل الإشارة إلى احتمال حلول عنان مكان مبارك بمباركة أميركيّة، بعدما كان في واشنطن خلال اندلاع شرارة المواجهات بين الشرطة والمحتجين، ولها ما يبرّرها بعدما سارعت وزارة الخارجية الأميركية على لسان المتحدّث باسمها، فيليب كراولي، إلى التعبير عن تحفّظها بطريقة غير مباشرة على خطوة تعيين عمر سليمان نائباً للرئيس المصري، مشيرةً إلى أن الحكومة المصرية، لا يمكنها إعادة خلط الأوراق، والوقوف عند هذا الحد.
ومفاجأة التحفظ الأميركي على سليمان، رغم ما يعرف عن الأخير من مواقف مطمئنة للحسابات الأميركية في المنطقة، عزاها البعض إلى تفضيل عنان، المتهم بأنه وثيق الصلة بوكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع الأميركيتين. وتضاف إلى ذلك مواقفه الداعمة لمعاهدة السلام الموقّعة بين إسرائيل ومصر، وعداؤه لفصائل المقاومة الفلسطينية.
ويبدو أنّ عنان (٦٣ عاماً) الذي يوصف بأنه رجل الظل، يسير حتى الآن على خطى النصيحة التي قدمتها إليه الإدارة الأميركية بضرورة ضبط النفس خلال لقاءات أجراها على مدى يومين مع مساعد وزير الدفاع الكسندر فيرشباو.
ونجح عنان في فرض رؤيته على أسلوب إدارة الجيش للشارع، بعدما تسربت معلومات عن خلافات حادة داخل المؤسسة العسكرية إزاء التعامل مع الأوضاع الجارية في مصر. واستطاع رسم مسافة بين الجيش وما يحدث في الشارع، مظهراً قواته على أنها وسطية ترفض قمع المتظاهرين على خلاف رغبة الرئيس، الذي أمر قوات الجيش منذ يوم الجمعة الماضي بمساندة الشرطة.
هذه السياسة لم يكن بإمكان عنان تطبيقها لولا الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها بين الضباط، بعدما أمضى معظم سنوات حياته متنقّلاً بين جبهات القتال، من خلال مشاركته في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وبين مؤسساتها الإدارية.
وتدرّج عنان، ابن الدقهلية (محافظة المنصورة)، في المؤسسة العسكرية متولّياً العديد من المناصب الرفيعة، بينها منصب قائد قوات الدفاع الجوي، قبل أن يصدر مبارك قراراً بتعيينه رئيساً للأركان عام 2005، إلا أن الدور الذي أدّاه متخرّج الكليات العسكرية السوفياتية والفرنسية، في إدارة عملية ملاحقة المتهمين في مذبحة الأقصر عام 1997، أسهم في تسليط الأضواء على قدراته، ليرقّى من رتبة لواء إلى فريق عقب الأحداث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق