12 أغسطس 2009

هل تمزح يا ناتانياهو؟

مزاج الشارع الصهيوني في مواجهة التهديدات الإسرائيلية للبنان:هل تمزح يا ناتانياهو؟

إذا حصلت حرب جديدة، فأنا مع لبنان ضد "إسرائيل"!

قاسم ريا

هذا ليس كلاماُ صدرعن مواطن في الضاحية الجنوبية لبيروت، بل كلام لمستوطن في وسط تل أبيب ، تعقيباً على مقال لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية بعنوان (حزب الله : نحن مستعدون للتصدي لأي عدوان اسرائيلي) .
ويظهرجليّا من خلال التعليقات والملاحظات التي طرحها العديد من القرّاء اليهود والأميريكيين على الموقع الإلكتروني للصحيفة العبرية - أكان في كيان العدو أم في الولايات المتحدة - التخوف الشديد من عدوان اسرائيلي جديد على لبنان في ضوء الحملة الاعلامية التي يروج لها قادة العدو بهذا السياق .
أول تعليق على الخبر كان "هل تمزح يا نتانياهو؟" في اشارة إلى الصدمة من التصعيد الإعلامي ضد لبنان والذي اظهر نتنياهو بصورة الأحمق أمام مستوطني كيانه الغاصب، وتلته دعوات ثم دعوات .. لعدم تكرار أخطاء الماضي بدءاً من عام 1982 والإجتياح الإسرائيلي أو "الخطأ الأكبر" كما وصفه أحد المستوطنين، وحتى حرب تموز 2006 والتي شكّلت الضربة القاضية، لحلم اعادة الاعتبار لـ "اسرائيل" وقدرتها على الردع ..

من ألمانيا، يقول احد المعلقين إن على "اسرائيل" أن تدرك التغيرات التي جعلت الحاضر مختلفاً كثيراً عن الماضي، وأن قرار شن الحروب لم يعد قراراً منفرداٌ تتخذه ساعة تشاء، لأن ما في أميركا يكفيها من مشاكل مع دافعي الضرائب، الذين يسعون يوماً بعد يوم لتقليص ما يدفع سنوياً لكيان العدو، فكيف بحرب جديدة؟

هذا التصعيد ليس لمصلحة "إسرائيل"، كما يقول أحد المعلقين من أوهايو في الولايات المتحدة الأميركية. "فنتنياهو رجلُ دائم السعي للإنتقام، وحلمه الوحيد أن يعرف بالأرقام عدد العرب الذين سيقتلهم.. قبل أن يُقتل !"

بدوره يقول أحد المعلقين الصهاينة: "لا يمكن أن نصدق كل تصريح يصدرعن حكومتنا، لأنه عاجلاً أم اَجلا يتم نفيه رسميّاً". وهذا بعد تعليق يسخر من "الأغبياء" الذين لا زالوا يصدقون اكاذيب نتنياهو، موضحاً أن الضجة الإعلامية هذه مجرد وسيلة لإلهاء الرأي العام الصهيوني عن الفشل المتزايد وقضايا الفساد التي تعصف بحكومة العدو.

و يظهر جليّا حجم المخاوف في الشارع الإسرائيلي، الذي يرفض تصديق ما يسمع، بل لا يجرؤ على التصديق .

فقد علّق احد القرّاء بإسم " bbc news " قائلاً : "إسرائيل" لم تلتزم بدورها في تطبيق خارطة الطريق، و -بيبي- * في اشارة إلى بنيامين نتنياهو* يقوم بجرّ "إسرائيل" إلى الخطأ، وهو مدرك أن ساعة "إسرائيل" و حكومته تدقّ، فيقوم بخلق هذه التوترات و الضجة الإعلامية ملوّحاً بحرب جديدة، عنوانها" مزارع شبعا" و هي على فكرة، تخص لبنان.. لا "إسرائيل" .

لفتة مضحكة مرّت في احد التعليقات، حيث يقول مستوطن يهودي لقّب نفسه ب "الراباي" - نحن بضعة ملايين، و هم ستة مليارات، أجروا العملية الحسابية، لن نتمكن من السيطرة على العالم! - ويتبعه اخر قائلا: "لا نريد حرباً أخرى مع حزب الله، وعدنا بالفوز في الحرب الماضية و لم نحقق شيئاً، سوى 20 الف مهاجر رحلوا من دون عودة، وبيبي لم يذق طعم البقاء تحت الأرض ولم يشاهد الجنون عند اطلاق صافرات الإنذار! وما ادرانا، ربما يراها هذه المرّة!"
وعلّق احد القرّاء من المستوطنين قائلا: يدعوننا لعدم السفر إلى سيناء لأنها تشكل خطراً علينا، والخطر الفعلي هو في منازلنا ومدننا، كفى حماقة يا "بيبي"، دعنا نعيش بسلام .
هذا هو باختصار حال الهلع الذي يصيب المستوطنين الصهاينة امام اي تصريح لقادة كيانهم يتهدد لبنان بحرب جديدة ، فبدل ان يوجه الى المقاومة وجمهورها ترتد تداعياته الى داخل الكيان الصهيوني ولا تبلغ الحدود مع لبنان


هناك تعليقان (2):

عين فى الجنة يقول...

من قراءة الواقع نتيقن ان السلام كلمة ليس معنى عن الصهاينة، فهم فى صراع مع العالم الى يوم الدين
لعنهم الله على لسان دواود وعيسى ابن مريم

ناصر يقول...

الغالي الاديب راجي

مشروع انشاء الكيان الصهيوني نتاج طبيعي للسياسة الغربية المتوحشة، وهدفت هذه السياسة الى تحقيق هدفين :
- ابعاد اليهود عن اوطانهم تحت شعار "انساني": العودة الى "الوطن الام".
- استخدامهم كبيادق رخيصة ووقود للحرق والاحتراق.
على قدر مايتحمل الصهاينة مسؤولية لانهم استجابوا لهذا المشروع وكانوا ادواته التنفيذية، على قدر مايتحمل الغرب تبعة الاختراع والرعاية والادارة.
على الظالمين جميعاً لعنة الله ورسله وعباده ...