8 فبراير 2011

الصندوق الاسود / الجيش المصري


اسمعونى كويس فى الكلمتين اللى جايين دول
وسامحونى لو بدا كلامى غير مرتب او مفكك من بعضه
التمس العذر لانى فى حاله لا تسمح لى الا بذلك
النظام المصرى :
وارجو المعذرة فيما يلى لانى مضطر اقول تشبيهات سخيفه جدا

سيدى الفاضل

تخيل معى الوضع التالى
تخيل ان لديك بيت واسع وجميل تعيش فيه مع ابوك وامك وزوجتك واطفالك واخوانك واخواتك
تخيل ان هناك من جاء اليك ونجح فى غفله من الزمن فى طردك من منزلك والاستيلاء عليه بما فيه
وانك مكثت فى الشارع امام منزلك ايام وشهور بدون ان تنجح فى دخوله او حتى الاتصال باهلك فى الداخل
وفى يوم ,تحاملت على نفسك واستطعت التغلب على هذا الشخص , الا انك لسبب ما وقفت مكانك ولم تدخل منزلك , هنا استطاع هذا الشخص ان يلملم نفسه ويقف مرة ثانيه امام باب المنزل وهو يترنح , التصرف الطبيعى ان تضربه ضربه تقضى عليه قبل ان يستعيد قواة , ثم تسترد منزلك .
الا ان ماحدث انك تجمدت فى مكانك , وهو بعد ان ايقن بالهلاك , استشعر تجمدك هذا ولاحت له بارقه امل وفرصه ذهبيه للبقاء .
ظل يحاورك ويراوغك ودائما ما يكيل لك ضربه او ضربتين فى وسط كلامه ثم يسارع معتذرا بأنه ( مكانش قصدة وان يديه تتحرك رغما عنه ) ثم يستانف الحوار .
تحجج هذا الشخص واستعطف بشيبته وكبر سنه وضعفه , وطلب منك ان تمنحه فرصه بعض ايام حتى يلملم اشياؤة من داخل المنزل ويرحل فى هدوء ( بينما هو مازال يكيل لك الضربه تلو الاخرى )
هذا الشخص يعلم جيدا انك لم ولا تدرك حقيقه ما فعله بمنزلك وبأهلك منذ ان قام بطردك منه الى الان , وهو يعلم انك ( برىء ) بما يكفى الا تتخيل ولا تتوقع ابدا ما فعله بمنزلك وباهلك .
- اكيد لن تتوقع انه فى يومه الاول قام باغتصاب زوجتك
- وانه قد مل من نحيب ابوك وامك فقام بشنقهم فى سقف الصاله
- وانه بدا اكثر استمتاعا بالموضوع فأخذ مبدأ ( الاغتصاب ) لديه شكل منهجى
- وانه لما نفذ طعامه بدأ فى ذبح اولادك الواحد تلو الاخر لانه لا يستطيع العيش بدون لحم
- لن تفكر انه بدأ فى حرق منزلك تدريجيا لمجرد انه يشعر بالبرد فى ليالى الشتاء
بالطبع انت قد لاحظت ( وتوقعت ) ايضا بعض الفساد وبعض التلفيات بالمنزل

الا انك لا تتخيل على الاطلاق حقيقه ما فعله بمنزلك وباهلك
وهو يعلم ذلك جيدا يعلم انك لا تعلم , لانك ( طيب ) زيادة عن اللزوم , واكبر دليل على ذلك انه قد لاحظ فيك اتجاها للموافقه على فكرة ان تدعه ( يلملم اشياؤة ويرحل فى امان )
تخيل معى ما الذى يمكن ان يدور فى عقل اى شخص فى وضع هذا الرجل المحتل
- هل من المنطقى ان يكون جادا فى كلامه
- هو يعلم جيدا انه لن يستطيع اطلاقا اعادة ما احترق من منزلك حتى ولو اراد
- هو يعلم جيدا انه لن يستطيع ان يعيد الحياة الى ابنائك كما انه يعرف انه لا يمكنه اخفاء عظامهم , ولا ان يمسح الدم الموجود على سكين المطبخ
- يعلم كذلك انه لا يوجد مكان داخل المنزل يستطيع اخفاء جثتى والديك فيه , كما انه لا يستطيع التخلص من حبل المشنقه
كل هذا وهو يراك تنتظرة بالخارج وعلى وجهك ابتسامه تشى بتفكيرك فى اهلك وتحرقك شوقا للقائهم .

الان اسأل
ما هى توقعاتك لما يمكن ان يدور فى عقل هذا المحتل ؟

الاجابه لن تخرج عن ثلاث احتمالات:
الاول : انه سيخرج اليك بكل ما اوتى من قوة ويدخل معك فى معركه اخيرة , اما ان يبقى هو واما ان تستعيد منزلك ( على جثته ) , ومع وضع احتمالات بأنه قذر ومراوغ , فسيكون هذا الاحتمال مستبعدا مقارنه بالاحتمالين الثانى والثالث
الثانى : سيدخل لمنزله , يداوى جراحه ثم يستلقى على سريرة ويرتاح قليلا , ثم يستيقظ ويرتدى لباس الحرب ويأخذ معه ما استطاع من سلاح ويخرج اليك فجأة شاهرا سلاحه ويجبرك على الدخول فى معركه عنيفه وسريعه وغير متوقعه وغير متكافئه ايضا .
الثالث : ان لم يتمكن من خداعك بهذا الشكل فسيلجأ لحرق المنزل بالكامل ويستغل انشغالك فى اطفائه ويهرب بعيدا , وبهذا الشكل لن تعرف ابدا ما حدث بمنزلك واهلك , كما انه سيجنبه الفضيحه امام الجيران ويكفيه غضبهم الذى سيحرقه عندما يشاهدون ما فعله بمنزل جارهم, نعم سيكون مجرما وحارق للمنازل , الا ان هذا اخف بكثير من ان يتم الكشف عن جرائمه بالتفصيل ..
اسف على هذة السوداويه الا انى لا استطيع ( تجميل ) الصورة اكثر من ذلك .
--------------------------
الطواغيت قبل مبارك كانت فترات حكمهم اقل كثيرا منه , كما انها تميزت بعدم الاستقرار على الجبهات الخارجيه مما تسبب فى انشغالهم بها بقدر ما عن الالتفات لتوطيد سلطانهم داخليا ..
تخيل معايا بقى لما تكون المعطيات امامك كما يلى :
شخص تتجلى فيه كل معالم الخسه والدنائه والانتهازيه , وليس لديه اى قيم او مبادىء سوى مصلحته الشخصيه .

وان الشخص دة نجح فى كسب تأييد مطلق من الموتور اللى بيحرك تروس السياسه العالميه ( اسرائيل ) واقنعهم انه صمام امان رئيسى لهم
الراجل دة نجح فى حشد العشرات من اوسخ من انجبت مصر من ذوى العقول الشيطانيه والمخربه فى شتى المجالات
الراجل دة نجح انه هو وعصابته يستمروا بهذا الوضع 30 سنه مع تغطيه ودعم كامل من القوى العظمى وحاله نوم عميق وغفله من شعبه ..
بالمعطيات دى
تتخيلوا حجم الفساد والعفونه اللى صارت اليها البلد دلوقتى قد ايه ؟؟؟؟
انتوا متخيلين ايه اللى ممكن يحصل لما الشخص دة يسخر كل مؤسسات البلد لهدف واحد فقط الا وهو خدمته شخصيا طوال 30 سنه ؟
متخيلين ؟
متخيلين لما كل ( اعنى كلللللللللل ) مؤسسات الدوله تنحرف عن دورها الاصلى وتتحول لخدمه النظام

متخيلين ؟
كميه الفساد اللى فى مصر كبيرة جدا , ولسه, و اللى انكشف منها دلوقتى ميجيش واحد على ميه , وهو عارف انه لو ترك سلطته وتمكن شعبه من مشاهدة ما تسبب به من فساد بوضوح فلن يتركونه هو ومن معه على الاطلاق , وان اقل ما سيلحق به واعوانه وشريحه منتفعيه هو اعدام دموى جماعى فى ميدان التحرير ...
الكلام اللى جاى دة حقائق انا مقتنع بيها تماما ومش بقولها من فراغ واعنى كل كلمه منها وليها حيثياتها واسبابهاعندى ونابعه من تجارب شخصيه , مش مجرد كلام سمعته من الاخرين :
- جميع مؤسسات الدوله متعفنه بشكل شبه تام , ومافيش اى مؤسسه , اى مؤسسه نجحت فى الافلات من هذا المصير
كلما كان دور المؤسسه عظيم ومهم كلما كانت محاولات افسادها اقوى واسرع , ولذلك يمكنك ان تقيم حجم فساد مؤسسه ما بقدر اهميتها ( علاقه طرديه ) .

مؤسسه الامن القومى

اللى هى مجلس الدفاع الوطنى

اللى هى المخابرات العامه

تحولت عن دورها الاساسى واصبح دورها الوحيد هو حمايه وضمان بقاء النظام , والتعاون والتنسيق الامنى مع الكيان الصهيونى ( بشكل اكبر مما تستطيعوا تخيله ) , يعنى تحولت الى خنجر مسموم فى صدر مصر والامه العربيه ...

خلال فترة سيطرة عمر سليمان على المؤسسه جرت عمليه ( تطهير ) واسعه فى المؤسسه استمرت منذ منتصف التسعينيات وحتى وقت قريب , كان هدفها الاساسى التخلص من اى شخص يدين بالولاء لهذا الوطن ويرفض ذلك التحول فى الجهاز , ونجحت تلك العمليه بالفعل وتم استبدال هؤلاء باشخاص جدد مناسبين لاداء الادوار الجديدة.
مدير المؤسسه متورط فى عمليات قذرة خدمت الكيان الصهيونى بشكل كبير , قليل منها تم الكشف عنه والاغلب مازال مخفيا ...
المؤسسه العسكريه

الواقع ان عمليه ( عمليه التطهير ) فى تلك المؤسسه بدأت فى وقت مبكر مقارنه بمؤسسه الامن القومى , بدأت تحديدا بعد حرب 73 , كجزء من صفقه السادات مع الغرب , ان يتم دعمه فى مصر هو ونظامه وان يسترد سيناء مقابل خيانته للقضيه العربيه بشكل كامل .

وبما انه من الطبيعى ان اعضاء المؤسسه العسكريه الموجودين فى السلطه وساهموا فى حرب 73 لن يعجبهم ذلك التحول وسيعتبرونه خيانه , كما ان الكيان الصهيونى ينظر اليهم بحساسيه خاصه وتخوف كبير لانهم الجيش النظامى الوحيد الذى نجح فى ايقاع الهزيمه بهم , لذا تكون الاولويه العظمى لدى الصهاينه تكمن فى تطهير صفوف الجيش من هؤلاء الاشخاص والبدأ فى عمليه تخريب طويله المدى فى المؤسسه العسكريه ( بمعرفه النظام المصرى طبعا ) تضمن لهم عدم تمكن الجيش المصرى من الدخول فى مواجهه فعليه معهم لاحقا ...

تدريجيا نجح النظام انه يتخلص من هؤلاء الناس , ويستبدلهم باشخاص اخرين كانت لهم ادوار ( كارثيه ) فى الحرب , ثم يبدأ فى عمليه غسيل مخ وتزوير للتاريخ بحيث يقدم هؤلاء على انهم هم من صنعوا نصر اكتوبر .

نظام حاكم بهذة العقليه طبيعى انه سيبحث عن اى قوى ( محتمله ) تكون عندها القدرة على اسقاطه , والقوى الوحيدة فى هذة الحاله هى الجيش .

واذا ربطنا بين النقطه دى وما قبلها , ولما نضيف كمان ان النظام دة مش محتاج لجيش اصلا لانه ارتمى تحت اقدام عدوة ,,, بكدة هتكون الصورة وضحت كتير , وهيحصل التقاء مصالح بين النظام وحلفاؤة ( اعدائه السابقين ) على تخريب تلك المؤسسه .... وهذا يتم بالشكل الاتى :
- التخلص الفورى من اى ظابط تظهر عليه اى بوادر رفض او امتعاض لسياسه التخريب النظم وكذلك التخلص من اى ظابط يكتسب حب وتعاطف مرؤسيه , وتلتف قواته حوله , لانه يشكل خطرا حقيقيا على تلك المخططات ..
- الشرط الاساسى فى كل من يتولى منصبا قياديا هو الولاااااااااااااااااء التااااااام والمطلق للنظام , وان يكون هذا الشخص مكروها بشدة من مرؤسيه ( البعض فهم هذا فتعمد اكتساب كراهيه قواته بسلسله من الاجرائات المستفزة , لا لشىء الا بغرض التقرب من النظام )
- ان يكون القائد مكروها ومنبوذا من مرؤوسيه هو ضمانه للنظام الا ينقلب ذلك الشخص ضدة مستقبلا ....
- وبما ان معايير الولاء والكراهيه لها الاولويه فى الاختيار , فطبيعى ان يتنحى معيار الكفاءة جانبا , وخصوصا ان الشخص الكفء , عادة ما يكون محبوبا من قواته ...
- ابتداء من عام 2004 تقريبا بدأت تخلو كل المناصب القياديه فى المؤسسه ممن شاركوا فى حرب 73 , واصبح الوضع ان الجيش يحكمه قادة لم يروا حربا فى حياتهم على الاطلاق , وكل صلتهم بالعسكريه كلمات نظريه فى المراجع والابحاث وشهادات علميه من اكاديميات الولايات المتحدة وبريطانيا تعلق على الحائط خلف المكتب ...
تتميز المؤسسه الان بقادة ذوى ولاء مطلق للنظام , متورطين فى عمليات فساد كثيرة داخل المؤسسه وخارجها , مكروهين بشدة من مرؤوسيهم , وعلى الصعيد العسكرى والميدانى فهم لا يساوون ( قرش صاغ ) ولا يقدرون حتى على ادارة عمليات عسكريه محدودة ...
كما يتميزون بصلف وعنجهيه شديدة فى التعامل مع مرؤسيهم ( راجع فكرة القائد المكروة ) والكثيرون منهم مصابون بمراهقه متأخرة ونقص بشع ( مثلا , بعضهم يصاب بحاله هيستيريا اذا شاهد احد الظباط ( شعرة مسبسب ) ) , سرعان ما يضع يدة تلقائيا على رأسه الاصلع ويبدأ فى القاء محاضرة عن الانضباط العسكرى.
بالله عليك كيف تقيّم شخصا خرج فى بعثه للولايات المتحدة ولم يعد منا بشىء سوى فكرة ( ان شعر الرأس لازم يكون محلوق زيرو ) ؟؟؟
كيف يمكن تقييم هيئه عُملتها الوحيدة المعترف بها هى الجنيهات الذهبيه والمنشطات الجنسيه ؟؟
امام هذا القدر البشع من الفساد , كان من الطبيعى ان يكون هناك احتجاج من الطبقات الادنى , لذا , توجب على النظام اتخاذ اجرائات قمعيه منهجيه لإخراس كل من تسول له نفسه مجرد الانتقاد داخل تلك المؤسسه .

ولما كان من الضرورى تكون هناك اجرائات قمعيه , اصبح من اللازم ان تكون هناك مؤسسات امنيه داخل المؤسسه العسكريه تكون متفرغه تماما لذلك القمع .

هناك بالفعل مؤسسات امنيه داخل المؤسسه العسكريه الا ان دورها ( عملياتى ) اى انها معدة لتتعاطى ( امنيا ) مع قوات العدو , اى انها تغطى القوات اثناء المعركه ( من الجانب الامنى ) , وبما انه لم يعد هناك معركه , فاصبحت تلك الاجهزة تقريبا ( بدون عمل ) فتم اجراء تعديل جوهرى واستراتيجى فى تلك المؤسسات للتحول لاجهزة قمعيه , داخل المؤسسه العسكريه ...
فكانت الصورة انه زى ما فى جهاز اسمه امن الدوله بيقمع المواطنين وبيحافظ على امن النظام , كان لازم يكون فيه اجهزة بتمارس نفس الدور داخل المؤسسه العسكريه , الا انها اكثر قوة وعنفا من امن الدوله , لان دورها اخطر , لان قائد عسكرى متمرد اخطر على النظام بكتير من مواطن عادى متمرد , زاد على جبروت تلك الاجهزة انها تعمل فى امان تام وفى الظلام الدامس وبامكانيات اكبر , وتضمن تماما عدم حدوث اى ملاحقه اعلاميه او قضائيه لها , مستعينه بمواد من القانون المدنى ( مع الاسف ) تمنع الخوض فى مثل هذة الامور بحجه انها ( اسرار عسكريه تمس امن الوطن ) ومستعينه ايضا بترسانه قوانين عسكريه بشعه تضمن لها وجود تغطيه قانونيه دائمه ومستمرة لممارستها وان وصلت لحد القتل .
وبكدة اصبح الرجل العسكرى مواجه باجهزة امنيه بالغه العنف والقسوة , بالاضافه لانه مهدد دائما بفقد امتيازاته ( النسبيه ) والتى تمن بها المؤسسه عليه بين حين واخر , مع اعتبارات الضغوط الاسريه والرغبه فى الحفاظ على الوضع الاجتماعى , مع معرفته بان احد لن يقف بجوارة من المجتمع المدنى حال حدوث اى مكروة له ( بسبب الضغوط والتعتيم على المؤسسه ) , كل هذا كان كافيا جدا لخلق حاله من الجبن والفزع فى صفوف الضباط والجنود كفيله بخنق الاصوات فى الحناجر وضمان استمرار ذلك المخطط البشع بدون اى معوقات ...
على هذا الوضع , واذا ما وضعنا فى الحسبان ان القيادة السياسيه قد القت مسؤليه الحفاظ عليها على كتف المؤسسات الامنيه , بذلك تصبح المؤسسه العسكريه فعليا بلا عمل ولا ضرورة , مجرد عماله زائدة , صورة , مومياء جيش , صداع فى رأس النظام , لانه غير مستفيد منها بل العكس , فهى تهديدا له ...
هنا نبتت فكرة اسمها ( خطط الاشغال ) وهى فلسفه عبقريه تمخضت عنها عقول شياطين النظام ( بحكم ان لهم خبرات عسكريه سابقه ) .
يعنى

طول ما الناس قاعدة فاضيه هيفكروا , ولو فكروا هيبتدوا يتكلموا , ولو اتكلموا هيفهموا , ولو فهموا هيبطلوا خوف وهيبتدوا يتحركوا , ودة اللى النظام مش عايزة .

الحل

فى اتخاذ اجرائات دوريه ومستمرة بلا انقطاع تهدف فقط ( للإلهاء واستنزاف القوى ) , مش هدخل فى تفاصيل , بس هوضح الصورة بمثل بسيط :

 
تخيل انى اوقفتك امام كميه كبيرة من الحجارة الثقيله وامرتك بأن تنقلها على كتفك لمكان اخر يبعد قليلا عن مكانها الاول , وبعد ان انفقت كل النهار فى نقلها وخارت قواك , اصدرت لك امرا ثانيا باعادتها لمكانها الاول , وهكذا , دواليك ....

 
وضحت الصورة ؟؟
------------

فاصل قصير
على قمه تلك المؤسسه يجلس رجل طاعن فى السن يليه رئيس اركانه , وكلاهما تاريخهما غامض

الاول كان قائد كتيبه فى حرب 73 وله الكثير من المواقف المشينه , منها انه تسبب بقراراته الفاشله فى ابادة كتيبته بالكامل , بينما نجح هو فى الفرار , الغريب انه فخور ( حتى الان ) بذلك , تلك القصه على سبيل المثال لا الحصر , وقد وجد فيه مبارك الشخص النموذجى ليضعه على قمه تلك المؤسسه طيله 21 عاما ..
اما عمن يليه فقد كان قائد وحدة بجوار معبد الاقصر الشهير حينما حدث ماحدث عام 98 , وبما ان الداخليه كانت مغيبه حينها , فقد انتهز الفرصه وتدخل فى الموقف ثم رفع هاتفه واتصل ( بالرئاسه ) مباشرة ليبلغها بنجاحه , ويقدم فروض ولائه ( متجاوزا ) فى ذلك قائدة العام , طبعا لمع اسمه فى الدوائر العليا , لم يكتف بذلك , بل دفع زوجته العجوز لتنضم لطقم ( الارشانات ) فى بطانه زوجه الرئيس , وبما انه فى بلادنا النساء هى من تصنع القرارات , كان من الطبيعى ان تتم ترقيته بشكل مفاجىء من ( قائد فرقه ) الى قائد قوات الدفاع الجوى , متخطيا بذلك العديد من الظباط الاكثر كفاءة ووسط ذهول ضباطه الذين عرفوا عنه الخواء العقلى الشديد والفشل الكامل فى الادارة , حيث انه غير جدير بذلك المنصب على الاطلاق ..
الا ان العجله دارت ثانيه وقفز بسرعه الصاروخ لمنصب رئيس الاركان ( الرجل الثانى فى المؤسسه ) متخطيا العشرات وضاربا بكل الاعراف وقواعد الترشيح لذلك المنصب عرض الحائط ووسط حاله من الذهول العام ...
تصادف ان كان هذا الرجل فى مهمه للولايات المتحدة ( كعادته هو وقائدة ) لدعم اركان النظام المصرى هناك واقناع القيادة الامريكيه ان الجيش المصرى بالكامل ( فى جيب مبارك ) .
ولكن اثناء انشغاله بذلك فوجىء بما حدث فى مصر , فاستغل فرصه انفرادة بالقيادة الامريكيه وقدم نفسه فى صورة ( البديل الآمن القادر على حفظ مصالح الولايات المتحدة واسرائيل فى مصر ) .
لذا فقد تابع بمزيج من الدهشه والاستغراب كل من له علم بالشأن العسكرى , القادة الامريكيين فى بدايه الازمه عندما صرحوا بانهم ممتعضين من ادخال عمر سليمان ليصبح بديلا ان سقط مبارك , وقالوا بمنتهى البراءة ,( بس احنا كنا عاملين حساباتنا على ان سامى هو اللى هيمسك ) , على الرغم من ان القيادة المصريه لم تذكر اسمه مطلقا كبديل .

اعتقد ان مبارك ( اذا مرت هذة الازمه ) لن يغفر له ذلك مطلقا , واعتقد انه نفسه صار يعرف هذا جيدا الان ( وخلوا بالكم كويس من النقطه دى ) .
---------
فاصل تانى
الشىء الوحيد اللى نجح فيه مبارك خلال تلاتين سنه ( بعد قدرته على تخريب البلد ) هو قدرته الفذة على اختيار معاونيه , فالامريكان الان يحسدونه على ولاء عمر سليمان وطنطاوى النادر له ...
الشخصين دول عاملين زى الحجاج بن يوسف الثقفى ( كلب بنى اميه ) الذى مثل الذراع الباطشه للامويين , ولكنه على الرغم من قوته ( التى تتيح له فرصه القفز على الحكم ) الا انه لم يفكر حتى فى تغيير ولائه , فكان للامويين اكثر اخلاصا من الكلب لصاحبه ....
الشخصيتين دول نفس العينه , وحاليا هما ذراعا مبارك , واعتقد انه من ضمن الاسباب اللى اجبرت لامريكان انهم يحافظوا على مبارك هو رفض الشخصين دول ان اى حد فيهم يكون بديل لمبارك ( راجع الاتصالات بين عمر سليمان والامريكان وبين طنطاوى والمؤسسه العسكريه الامريكيه ) وبكدا قفلوا كل الخيارات امام الامريكان للخروج من تلك الازمه ولم يتركوا امامهم سوى باب واحد بس , هو الحفاظ على مبارك ....
--------------------------
من كل ماسبق وعودة لما قبل الفاصل اقدر اقول ان الشخصين دول هما من يتولى فعليا الان توطيد سلطان مبارك وتصفيه الثورة , لذلك فمن الغباء الشديد محاوله القاء الثورة فى احضانهم بحجه نزاهتهم وشرف المؤسسه العسكريه والكلام الفارغ دة , كانك تلقى بالخراف للذئب املا منك فى انه سيحميها !
الاتنين ايديهم متعاصه ومتورطين مع النظام , بس مع الاسف , اذا كان فساد الاخرين مكشوف , فدول فساهم مستور ولا يعرفه احد , يعنى اشبه بالخلايا السرطانيه النائمه فى جسد المريض ...
-------------------------
الاتنين وضعوا نفسهم فى مركب واحدة مع مبارك , وسخروا كل مقدرات مؤسساتهم فى دعم مبارك وتصفيه الثورة , اذن فلا خلاص من مبارك الا بالخلاص منهما ولا خلاص منهما الا بالخلاص من مبارك ....
يعنى فكرة ( الجيش والشعب ايد واحدة ) زيها بالظبط زى الغول والعنقاء والخل الوفى ..
-------------------------
الثورة بدأ تصفيتها بالفعل , والمشكله ان من حملوها على اكتافهم يخوضون معركتهم الدعائيه على صفحات الانترنت , مع ان المستهدف الحقيقى من ذلك ( المواطن الساذج المضحوك عليه من اعلام الفقى ) لا يعرف الشبكه العنكبوتيه اصلا , اى انكم تحاربون فى وادى اخر ( بصرف النظر عن العملاء المدسوسين على الفيس بوك ) .
فيه حاله شبه اجماع من شريحه كبيرة فى المجتمع المصرى على العداء للثورة وانها السبب فى كل حاجه وحشه ..
ولو ربطنا دة بالضرب ( تحت الحزام ) من الاجهزة الامنيه العسكريه ومؤسسة الامن القومى للثورة , وهى ضربات مستمرة ومتواليه وبعضها خفي ايضا ( مع الاسف )
فى هذة الحاله يصبح عامل الوقت فى مصلحه النظام وضد مصلحه الثورة .

يبقى الحل الوحيد هو التصعيد ( والحسم ) ان امكن , وعلشان دة يتم لازم الجيش يدخل فى المعادله سواء بارادته او غصب عنه ( اتحدث عن القوات وليس الاجهزة الامنيه داخل المؤسسه العسكريه ) .
ودة مش هيحصل بتملق افراد الجيش واخدهم بالاحضان والهتاف لهم , لانهم خوفهم من النظام اكبر من تعاطفهم مع الثوار .
دة هيحصل لما الصراع مع النظام يحدث فيه تصعيد ( مفاااااااجىء ) يربك النظام ويهدد بقاؤة بشكل مباشر , وفى هذة الحاله لن يجد امامه سوى ( قوات ) المؤسسه العسكريه ليواجه بها الثوار .., والنقطه دى النظام بيحاول يتجنبها لسبب بسيط جدا :

انه بسبب سياسته السابق ذكرها مع افراد تلك المؤسسه اصبح مقتنع بتفشى حاله عامه من الكراهيه له بداخلها , استعان على كبحها بتلك الاجهزة الامنيه , فلو حط القوات فى معادله بغرض الدفاع عنه , وبمقارنه بالضغط الهائل اللى هتولدة فكرة انك تقتل الالاف من مواطنيك بدم بارد ( ودى خاصيه مش موجودة فى اغلب ضباط وجنود الجيش ) فاللى هيحصل بنسبه 85% ان القوات دى هتنحاز لجانب الشعب وبكدة هيكون الموضوع اتحسم ...
فكرة اخلاء التحرير والتوجه لمكان اخر فيها خطورة لانه تخلى عن موقع استراتيجى وهيكون العودة له مرة اخرى ضربا من المستحيل .
اذن فالافضل هو الاحتفاظ بحشود بشريه فى الميدان تتعدى عدة ملايين , ثم ينبثق منها مليون ( مثلا ) يتم عن طريقهم تنفيذ العمليه التصعيديه ...

فكرة قصر العروبه غير مجديه لانه بعيد كما انكوا اساسا مش هتلاقوة جوة , كما انكم ستواجهون بقوات الحرس الجمهورى ( كامله ) وفى عقر دارها .

تصبح الفكرة الاقرب هى ( ماسبيرو ) لان النظام لن يسمح بفقدان السيطرة عليه , لان الاستيلاء على المبنى يعنى ببساطه سقوط فورى للنظام ...
الخساير انا مقدرش احددها , لكنها هتكون ( كبيرة ) فى حال عدم تدخل قوات الجيش لدعم الثوار , لان الهيئات المنوط بها الحفاظ على المبنى هى :

الحرس الجمهورى

القوات الخاصه

مجموعات 777 , 999 ( النخبه )

الشرطه العسكريه ..
ودول من ضمن الاجهزة المواليه للنظام واللى معاة قلبا وقالبا , علشان كدة حط دبابات حرس جمهورى قدام المبنى مش قوات عاديه ...
واللى مش مصدق اهميه المبنى دة يراجع تانى الاحداث هيلاحظ انه اول مبنى توجهت الدبابات يوم الجمعه .
دا مجرد اقتراح , الا انى اجبن من ان اتحمل دماء شهيد واحد فى رقبتى , لذا , لو فيه اى اقتراح اخر للتصعيد ( المجدى ) تكون خسائرة اقل , يبقى احسن ....
دلوقتى معسكر مبارك موجود فيه الجهات الاتى ذكرها بعد:

- المخابرات العامه

- هيئه قيادة القوات المسلحه

- المخابرات الحربيه

- المجموعه 75 ,77 مخ

- ادارة الشرطه العسكريه

- التحريات العسكريه

- الامن الحربى

- القوات الخاصه

- المجموعتين 999 ,777

- ونسبه من القوات الجويه ( على ما اعتقد )

دول غير الجهات المعروفه والمتداوله , زى الاعلام والداخليه وغيرهم ..

وبين المعسكر دة ومعسكر الثوار تقف القوة الفعليه للجيش فى حاله حيرة

واللى اقصدة هنا الضباط الصغيرين والعساكر

بتوع المدفعيه والمدرعات والمشاة

اللى اتذلوا فى عهد مبارك وماشافوش خير

اللى عانوا من بطش الاجهزة الامنيه داخل الجيش وتسلطها عليهم

اللى بيبصوا بحقد وكرة للقوات المقربه من مبارك ( اللى ذكرتها فوق ) واللى هناك تفريق بشع فى المعامله بينها وبينهم ( زى الفرق اللى بين بتاع الدفاع المدنى وبتاع امن الدوله ) ....

السياسه اللى انتهجها النظام خلال 20 سنه مع الناس دى ممكن تكون عامل مؤثر فعلا يساعد فى كسب تأييدهم الفعلى للثورة ....

وعلى كل الاحوال

من ناحيه القدرة على قمع حشود الجماهير

اقدر اقول

ان المؤسسه العسكريه اضعف بكتييييييييييييير من الداخليه

وعليه

اللى نجح فى تفكيك الداخليه , قادر انه ينجح نفس الموضوع مع المؤسسه العسكريه ( بالتغلب على الاجهزة المواليه وكسب دعم القوات المحايدة )

يعنى بعد ما الشعب تغلب على التنين , يحاول النظام اخافته ب ( خيال مأته )
لو سقط عمر سليمان وهيئه القيادة فى المؤسسه العسكريه , لن ابالى بعد ذلك بوجود مبارك من عدمه لانه فى هذة الحاله سيكون اشبه ب ( ديل برص ) يتلوى قليلا ثم لا يلبث ان يسكن ....
لا تشغلوا انفسكم بتسليم مبارك سلطاته لسليمان , ولا تتملقوا وطنيه طنطاوى , ولا تعتمدوا على ( شرف ) شفيق , ولا تامنوا ( غدر ) مبارك , لانهم باختصار :

اربع ( فلقات ) لطي..ظ واحدة ..
اتمنى انى اكون وضحت الصورة شويه

واتمنى انى اكون فتحت ( الصندوق الاسود ) اللى كان بعض المحللين بيطلقوة على المؤسسه العسكريه , ودورها الضبابى فى الموقف ....

واتمنى ان كلامى دة يفيد الناس اللى فى التحرير ( ولو مثقال ذرة ) ..

 

هناك 5 تعليقات:

علان العلانى يقول...

تحية وتقدير
بين ما نعرف وما نريد

نلاحظ ان الأعلام الامريكى والغربى يستخدم كلمة الأزمه فى توصيفه للمشهد الأسطورى فى ميدان التحرير تحصيل حاصل ان نعدد وصائل وادوات رصده لكل شاردة وواردة تتحرك فى كل ربوع المحروسة وما حولها وما يمت لها بصلة والسؤال هو ازمة بالنسبة لمن و لماذ ونحن نعلم ونوقن ان مايحدث هو الثورة التى انتظرناها اجيال وراء اجيال ومستعدين ان نفديها باروحنا وانفسنا والأجابة ابلج من فلق الصباح وهى انه يدافع عن درة الأمبراطورية الأمريكية وخاصرتها الأقتصادية وكنزها الأستراتجي الا وهى الشرق الأوسط
الأمريكان وبعد حرب العراق يعلمون ان القوة العسكرية فى عمق الأزمة الأقتصادية التى تلف العالم واروبا
هو خيار انتحارى ويعلمون ايضا ان نظرية حافة الهاوية تقوم على افتراض ان الأنسان يفاضل بين الممكنات
وامكان أن يهدر ابناء مصر ثورتهم يكذبه الواقع لكل من له عينان
وان نعرف ماذا نواجه شىء عظيم ولكن علينا ايضا ان ننتبه لما نملك وبينهما ما اعددنا له ووفقنا فيه المولى ان الله ولى الذين أمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور
وعلى اية حال لقد وفقك الله فى أختيارك للأية التى تصدر بها مدونتك
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)



حفظك الله ورعاك
تحية وسلام
وقبل ذلك وبعده الاحترام

soreal يقول...

أنت أحمد سعيد برضو... ولا نقل؟

ناصر يقول...

علان العلاني

صدقت في التحليل والاستدلال والنتيجة
مبروك النصر

سوريل

هذا مجرد نقل والسيد احمد سعيد له مدونة تحت اسم عنبر العقلاء
وبضغطك على اسمه ستصل اليه

teacher1 يقول...

ارى ان كلامك كالسم فى العسل ..انك ترى استقطاب صغار الضباطوالجنود ضد (القوات الموالية لمبارك كما تقول)يعنى مواجهة مسلحة بينهم..لان دى قوات تحمل السلاح و هذا معناه سقوط مصر كلها ..العب غيرها ياعم كوهين الشعب المصرى اذكى من كده ولو كنت مسلم بجد كما تدعى كنت عرفت قولته تعالى (ادخلوا مصر انشاء الله اميين)على فكرة انا دخلت مدونتك بالصدفى وانا ماليش فى المدونات والكلام ده

teacher1 يقول...

حسبنا الله ونعم الوكيل