سارعت الادارة الامريكية الى الجهر بان خطاب رئيسها في القاهرة ، كان مصمماً للتأثير بالانتخابات اللبنانية، وهمست كي لا يصل الكلام الى ايران ويستفز روحها الوطنية ...وللتأثير بالانتخابات الايرانية ايضاً.
وعلى غرار مايسمى بتأثير " اوبرا" في امريكا، وهو التأثير الذي تملكه مقدمة البرامج الحوارية اللامعة اوبرا وينفري ، والذي يعتقد على نطاق واسع في امريكا انه قد ساهم بشكل حاسم في انتخاب براك اوباما. اصبحت الادارة الامريكية الفخورة بانتصارها على حزب الله في الانتخابات اللبنانية تعتقد بتأثير ...اوباما.
وتراهن عليه لاحداث ثورة مخملية في ايران بعد النجاح الذي تظنه قد تحقق لها في الانتخابات اللبنانية، وهو اعتقاد تسطيحي يشبه القول: انا بنيت هذا القصر بنفسي وساعدني على انجازه مائة مهندس وعشرة آلاف عامل ومختص!.
صحيح ان الولايات المتحدة تزعمت حركة الاطاحة بالمعارضة اللبنانية من خلال صناديق الانتخابات، الا ان المهندسين الاقليميين ومقاولي الانفار في لبنان، ومليارات صندوق الهبل العربي لتمويل الاضرار بدول الجوار ... هي "التأثير" الحقيقي الذي نجح في انتزاع مقاعد مدينة زحلة من يد المعارضة .
يعني ببساطة ان دعاء اوباما لم يحتاج الا الى قطران بقيمة مليار وثلاثمائة مليون دولار من السعودية، وحفلة ردح شرشحت النظام المصري على مدى ستين يوماً، وضغوط على سوريا جعلتها تقفل الحدود في وجه باصات للمعارضة حملت لبنانيين مقيمين في سوريا للتصويت لصالحها. وزيارات مكوكية للخبير السعودي بالشأن اللبناني الوزير عبدالعزيز خوجة. وخطة خداع محكمة نظمتها خلية العمل المخابراتي المشترك . ومناورات اسرائيلية على الحدود هي الاكبر والاوسع والاطول بتاريخ الكيان العبري تكفلت باستنفار حزب الله في مناورة مضادة شغلته عن العمل بكامل يقظته وقوته في الانتخابات النيابية. وعشر دزينات منتقاة بعناية من العمائم والقلانس والبرانس وقفت في الكنائس وعلى المنابر تدعو جهاراً نهاراً للتصويت ضد المعارضة لاسباب دينية وقومية !!!
... وآخرها واكبرها خديعة البطريرك صفير للعماد عون، حيث نيمه بنداء لمجلس المطارنة يدعو الى تحكيم الضمير وعدم بيع الاصوات او شراءها، الامر الذي فهم كدعم للحملة النظيفة التي تخوضها المعارضة في وجه المال السياسي، الى ان حلت فترة اليوم الذي يسبق الانتخابات ويفرض فيه صمت سياسي بحكم القانون فقام البطريريك بالدعوة للتصويت ضد المعارضة آمناً من اي رد عليه يفند ماورد في بيانه من اكاذيب وخداع .
السيناريو في ايران كان اكثر احكاماً وتحفظاً، انهمرت عبر الانترنت والقنوات الفضائية الناطقة بالفارسية والانكليزية دعاية مضادة لاحمدي نجاد بدون ان تسمى اي من خصومه كمرشح خوفاً من احراقه .
وانطبعت حملة مير حسين موسوي، بكل علامات الثورات البرتقالية التي اجتاحات اوكرانيا وجورجيا ولبنان، وارتفعت النبرة الانتخابية الى حدود التجريح والاتهامات بدون ادلة وهو مايحرمه القانون الايراني في الانتخابات ويمجه الذوق العام.
وعنفت الحملة في الشوارع وسط تهويل بفوضى قد تحدث اذا سقط مير حسين موسوي.
وفور بدأ العملية الانتخابية وسط مراقبة كثيفة لوسائل اعلامية قدمت من كل الدنيا جاهزة لتصوير اي محاولة للتلاعب بالانتخابات، سارعت حملة موسوي الى تأكيد ان بعض مراقبيها لم يتمكنوا من دخول بعض الصناديق، في مؤشر الى الاحتفاظ بحق الاحتكام الى الشارع في حال سقوطه.
وفي خبر متعجل وغير مألوف ويحمل نفس الدلالة السابقة، اعلنت حملة مير حسين موسوي عن فوزه بالانتخابات قبل انتهاء فرز ثلث الاصوات، في مؤشر على خلق وهم ان شيئاً ما حدث ليلاً ورجح كفة احمدي نجاد.
تأثير اوباما، الظاهر انه المصطلح البديل عن الفوضى البناءة الخاصة بالمحافظين الجدد، كما ان مصطلح الحروب المستمرة خارج الحدود حلت محل الحرب الكونية على الارهاب، كما ان مصطلح الاعتقال بدون ضمانات قانونية في اي مكان داخل وخارج الولايات المتحدة حل محل معتقل ابوغريب وغوانتانمو، كما عشرات المصطلحات التي حافظت على المضمون السيء لسياسة الدجال الامريكي في العالم وغيرت في الفاظه فقط لا غير ...
... او للانصاف تمت زيادة طبقة السكر التي تغلف السم الامريكي المر .
في لبنان تلاعب الدجال الامريكي بنتائج انتخاباته وانتصرت امريكا وسيكون لانتصارها عواقب لم تخطط لها ... والله خير الماكرين.
في ايران تلاعب الدجال الامريكي بالانتخابات وانتصرت القوى الاكثر عداءاً للولايات المتحدة، والايام القادمة ستحمل علامات القبول الامريكي بالهزيمة او تطورات في الشارع الايراني تعيد للاذهان تاريخ امريكا البشع في ايران.
مبروك للشعب الايراني.
مبروك للشعب اللبناني.
ولعنة الله على الدجال الامريكي حيثما حل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق