8 يونيو 2009

الحمدلله رب العالمين !


لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقيناً

انا لست كذلك... مع رجائي لله بان يقربني من هذا المفهوم قدر مايطيق الخافق معتلاً في صدري.

ان قوماً عبدوا الله رغبة، فتلك عبادة التجار. وان قوماً عبدوا الله رهبة، فتلك عبادة العبيد. وان قوماً عبدوا الله شكراً، فتلك عبادة الاحرار.

انا لست ممن يعبدون الله شكراً خالصاً منزهاً عن الرغبة في جنته والخوف من ناره ... يكاد دمي يجمد في عروقه عندما اسمع صفات من يستحقون جهنم واجد لدي منها واحدة او وحدات ...

ويكاد صبري ينفذ رغبة بالجنة، عندما اسمع بصفات مستحقيها، واجد عند خالقي حلماً ولطفاً وكرماً قد يحيل سيئاتي الى حسنات .

شر الناس من باع دينه بدنياه. والاشر منه، من باع دينه بدنيا غيره .

تأملت في هذه العبارة، واكاد ازعم انها محصلة اليوم الطويل لانتخابات لبنان .

مديونيرات اختارت ان تنتخب بمقابل لا يكفيها لشهر، نواباً مليونيرات مصت دم الناس وسرقت ارزاقهم وباعت واشترت مصائرهم في كل محفل دولي واقليمي .

رئيس لائحة زحلة الحكومية التي يبدوا الى الآن انها حسمت الانتخابات لمصلحة 14 آذار نقولا فتوش اقرت له حكومة السنيورة تعويضاً عن اغلاق كسارته المخالفة للقوانين مبلغاً وقدره ربع مليار دولار امريكي ... نعم 250 مليون دولار من اموال المكلف اللبناني .

ومليار اضافي من مملكة الهبل السعودية لشراء اصوات مرشحين لكي ينسحبوا، ومسافرين لكي يعودوا، وناخبين لكي يصوتوا "زي ماهي " لفؤاد وبهية .

نيويورك تايمز لم تدخل لعبة الارقام بل عنونت "اغلى انتخابات نيابية في التاريخ" .

لم يسقط للمقاومة مرشح واحد

والفرق بالاصوات بين آخر الفائزين على لوائحها واول الخاسرين من اللوائح المنافسة ... كبير وشاسع .

عدد المقترعين للمقاومة وحلفاءها اكبر بكثير ... بكثير ... من عدد المقترعين للموالاة ... طبعاً هذا خاص بالنظام اللبناني الطائفي، الذي يعطي لالف شخص نائب واحد في مكان ... ولعشرة آلاف نائب واحد في مكان آخر .

حلفاء المقاومة المتوقع فوزهم بالاصل حيث هم ... فازوا جميعا وبفارق شاسع ... ماعدا :

اسامة سعد رئيس التنظيم الشعبي الناصري "نسبة لجمال عبدالناصر" في صيدا .


ولائحة ايلي سكاف في زحلة ... والتي لا زالت خسارتها المفترضة موضوع متابعة وتدقيق حتى اعلان النتائج وربما موضوع طعون لدى المجلس الدستوري فيما بعد .

المقاومة نجت من وضع يشبه وضع براك اوباما في الولايات المفككة الامريكية، ورث عن الجمهوريين اقتصاداً منهاراً وحروب كونية مفتوحة على الخسارة في شرق الارض وغربها، وبرغم ذلك لا زال ديك تشيني والمحافظين الجدد يجلدونه صبح مساء ... الى درجة انهم سيروا مظاهرات من مئات الاشخاص للاعتراض على الضرائب (عشرين سنت على قنينة البيبسي كولا) تحمل صوراً له باللباس النازي وتسميه ادولف هتلر .

وفوكس نيوز تبول عليه ... صامتاً او متكلماً .

واقفاً او جالساً.

براك اوباما كدجال محترف... يستطيع ان يزايد على يمين بلده، وان يستمر في قيادة السفينة المهترئة بتسارع مذهل.

المقاومة لا تملك ان تدجل .

لا تستطيع حتى ولو رغبت .

طبيعتها وتركبيتها لا تسمح لها بالضحك على الذقون ...

لو كانت تملك هذه المهارة لما قاتلت اسرائيل وخاصمت امريكا وحلفاءها في الخليج من اصله .

هذه المقاومة وحلفاءها مطالبة فور تسلمها السلطة بمعالجة جذرية للقضايا التالية :

55 مليار دولار دين، سرقت من قبل النهج الحريري وحلفاءه وبعض من اسكتهم من خصومه بالمال .

بالمقابل : لا يحتاج من يهددون بالحرب المذهبية عند كل منعطف لعلاج جذري، بل سيتابعون سياسة افقار الشعب اللبناني ومص دمه على شكل ضرائب جديدة تخدم الدين العام وتوفر لهم القدرة على الاستدانة من جديد، ومن يفتح فمه قميص عثمان جاهز ... وعليهم ياعرب.

بنية تحتية بحاجة لمليارات من الدولارات لتأمين الكهرباء والماء وصيانة الطرقات وتوفير وسائل النقل العام ... منها فاتورة محروقات للكهرباء وحدها تبلغ المليار دولار سنوياً.

بالمقابل : لا يحتاج منافسوها لتقديم هذه الخدمات بانتظام، سيبقى التقنين وانقطاع المياه وتردى الخدمات، وستجابه تظاهرات المطالبة بهذه الحقوق بالرصاص الحي ... هذا على الاقل ماحدث طوال العهد السابق لهم في السلطة .

في حال انتصار المعارضة اللبنانية، وعدم تمكنها من احالة رموز الفساد الى القضاء، سيتمكن هؤلاء من الجلوس على غنيمتهم من المال العام، واستثمارها في تهييج الرأي العام على المعارضة...24 ساعة في النهار. ..سبعة ايام في الاسبوع .

هذا مافعله الحريري الاب بسليم الحص عندما تولى رئاسة الحكومة من بعده، واستطاع خلال اشهر ان ينسب كل مافعله في لبنان من مصائب اقتصادية الى المسكين الذي حرم من الحق في محاكمة اللصوص واسترداد ماسرقوه .

عندما سؤلت عن المنتصر في الانتخابات قبل ظهور نتائجها ... قلت لمن سألني :

المقاومة في لبنان ترعاها الملائكة ويقودها اللطف الآلهي .

اذا كانت مصلحتها ان تنتصر، ستنتصر.

واذا كانت مصلحتها ان تخسر، ستخسر .



هذا كان قولي ... وهذا هو اعتقادي ... فمابالي اشعر بالنار تجري في عروقي غيظاً مما حدث ؟!


لو كشف لي الغطاء ماازددت يقيناً

الم اقول ومنذ البداية ... انا لست كذلك ؟!.

ليست هناك تعليقات: