إنها الحرب الاسرائيلية تستمر وتتخذ أشكالا أخرى، بل هي تتسع لتتخطى حدود قطاع غزة الذي تعرض سكانه لحملة ابادة جماعية، لتشمل الشعب الفلسطيني كله، بأمر العمليات الاول الذي اصدره الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما، واستعاد فيه اسوأ مواقف ومصطلحات سلفه جورج بوش، واعلن فيه انحيازا مطلقا لاسرائيل والتزاما شديدا بسياساتها، قبل ان يحدد جدول اعمال اميركي للمرحلة المقبلة، يتضمن تفويض مصر برعاية القضية الفلسطينية، وتكليف الاردن بتشكيل الاجهزة الامنية الفلسطينية، واعتبار السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس شريكا وحيدا للمؤسسات الدولية في اعادة اعمار ما هدمته اسرائيل في قطاع غزة. وجاء خطاب اوباما المفاجئ في اليوم الثاني من ولايته الرئاسية، في وزارة الخارجية الاميركية حيث اعلن عن اسم السيناتور السابق جورج ميتشل كمبعوث اميركي خاص يعمل لتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وكذلك »بين اسرائيل وجيرانها العرب« الذين لم يذكرهم بالاسم، ويبني على رؤية الدولتين التي اطلقها سلفه، استراتيجية تجعل الدولة الفلسطينية حلما بعيد المنال، حسب الذريعة الاسرائيلية الدائمة التي تقول انه ليس هناك شريك فلسطيني. وبدا ان موقف اوباما المخيب لامال كثيرة علقت على توازنه واعتداله ازاء الصراع العربي الاسرائيلي، يستكمل ما بدأته اسرائيل في حربها الاخيرة على قطاع غزة، ويؤسس لحرب اهلية فلسطينية، ويمهد الطريق لوصول اليمين الاسرائيلي الاشد تطرفا الى السلطة بزعامة بنيامين نتنياهو في انتخابات العاشر من شباط المقبل. واللافت للانتباه في خطاب اوباما انه احجم عن ذكر ايران، ولم يعلن كما كان متوقعا اسم مبعوثه الخاص للتعامل مع الملف الايراني، أي دنيس روس الذي طلب ان يتولى هذا المنصب وتعهد في مجالسه الخاصة بان يقدم من خلاله خدمة اخيرة لاسرائيل تقضي بانهاء البرنامج النووي الايراني، بالوسائل الدبلوماسية اولا، والا فان الحرب هي الخيار الاميركي التالي.
... من يرهن حاضره منتظراً لفضل عدوه ... سيكون اسؤ مامر عليه في الماضي افضل ماسيأتيه في المستقبل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق