عندما عزفت قيثارة الجنوب الحانها, كان الصوت يتغلغل الى أعماق وجداني و يشدني لأن أبحث عن مصدره ,كانت فيه قصص لبطولات وأبطال عظماء,لا يمكن لنا ان نشعر بها ونلمسها إلا إذا زرنا هذه الارض ووطئت اقدامنا ذاك التراب الذي طالما مشت عليه أنبل وأطهر ألأقدام, فعمدته ليصبح أكثر قدسية,و لما لا؟, فهو بقعة من الأرض التي باركها الله, لذا فهو أغلى من الذهب ولا يساوم..
نحن الآن في بيروت , السبت 19تموز 2008, ووجهتنا الجنوب . ياترى كيف سيكون الجنوب ؟كيف سيكون شعورنا عن قرب؟ حيث المكان يصبح محسوسا .. هل سنجد ارواح الشهداء تعطر المكان ؟ سلام إليهم .. وعليهم ..
أسئلة لا حدود لها تطوف في راسي ؟والسؤال الأكبر الذي يتردد صداه في عقلي وقلبي وكأني قد استيقظت لتو من حلمي .. لماذا أنا هنا؟ كيف انتقلت من مكان الى اخر ؟! هذا المكان الذي كان بالنسبة لي حلما .. من اتى بي لهذا المكان الذي كنت امازح صديقتي يوم ما أن لي جذورا فيه وان أمي جنوبيه؟؟ .. كنت اشعر بفخر وشرف كبيرين لو أن يكون لي امتداد في هذه الارض الطاهرة و كانت تلك الدعابة البريئة..التي مر عليها زمن من العمر.. تتحقق اليوم وها أنا و بعد 30 عاما أزورك يا جنوب فهل فتحت لي حضنك لتضمني؟
كان هذا العرس حدثا يولد كشمس فجر جديدة.. وهو كذلك.. انتظرتهم الأرض ثلاثة عقود ، وعاد أبناء هذه الأرض الطاهرة كما الفرسان القادمين من ساحات الوغى متوجين بالغار .. هذا الفينيقي الإسطوره سمير القنطار ورفاقه يحطمون الأسر..هو اكبر من عرس ,هو إعلان لحدث سيغير العالم ..اعلان لانتصار الصبر والإرادة والحق وهو البشارة بالفتح القريب ....محررين خمسة ورفات لشهداء أمة.. كادت قضيتهم تضيع و أسماؤهم تبقى أرقاما..وإن كان عزاؤهم أن تراب فلسطين يلملمهم في إحضانه, قد قطعنا المسافات و جئنا من اجلهم لعلنا نرمقهم من بعيد كواقع نلمسه أو نعطر أنفاسنا برائحة المسك والعنبر, عطر الشهادة ورائحة الجنة في زفاف كوكبة الشهداء.
السيارة تبتعد بنا شيئا فشيئا عن زحمة شوارع بيروت سرنا بمحاذاة البحر, هذا البحر الذي يتسع مداه وافقه, ثم يختفي خلف المرتفعات ,نحن ألان نصعد الجبال والبحر يهرب منا ولكنه يعرف أنه بات في القلب حبيبا نودعه إلى لقاء .. عائدون إليك أيها البحر الذي كانت بإمتداد شواطئك بطولات .. أليست هذه صور عرش ملكة البحر الأبيض المتوسط "اليسار" , صور .. مدينة الشمس الصامده في وجه الغزاة منذ ماقبل التاريخ .اليست هذه صور المدينة التي غرد فيها طائر الجنة لحنا فهز عروش المستكبرين ؟ فأخفوه ليكون هذا العام هو الرقم 30 سنه لغيابه لكنك عائد مثلما عاد كل المغيبين.وهذا هو سر الثلاثين.
من صيدا بوابة الجنوب نتجه إلى عمقه , إلى القرى الجنوبية المحرره نقطع طريق النبطية صعودا الى مرتفعاته ..ونستحضر من الذاكره اغاني الجنوب والبطولات لمارسيل خليفة ,فيروز وأناشيد المقاومة الإسلامية لحزب الله.
نقطة للجيش ,قف لا يمكنك الدخول بدون تصريح .
- ومن اين لنا بالتصريح ؟
- من صيدا عاصمة الجنوب .
- ماذا ؟! لا يمكن أن نعود أدراجنا..نحن أتينا من بعيد لنزور الجنوب ونكون اقرب مانكون لبوابة فاطمة ومن ذلك السور الشائك ننظر للأرض المباركة ارض فلسطين المغتصبه لنلقي عليها التحيه ..نحن جئنا لنكون في ركب العرسان مهنئين بنيلهم وسام الشهادة و التحرير.
لا يمكننا الرجوع..نحن سنبقي هنا لن نترك المكان حتى تجدوا حلا لنا..نحن زواركم ..
سيارات تدخل وتخرج ونحن منتظرون؟
وعدونا أن ينظروا في طلبنا تركنا السيارة وخرجنا نتامل المكان ..
اخذوا هوياتنا ليرتبوا لنا إذن الدخول ومضى الوقت سريعا وأذن لنا بالمرور على أن يعود بنا السائق من نفس النقطة .. ولكم منا تحية و سلام
بعد أن استقلينا السيارة المنطلقه الى حيث مقصدنا بمسافة تقدر ربع ساعه تقريبا من حاجز الجيش ,توقفنا عند سبيل ماء قال لنا السائق أنه مكان سقط فيه شهيد للمقاومه فشربنا من ماء نبعه ..ماء .. بارد ا ..عذبا زلالا ينساب من أعالي الجبال المباركة...تباركنا بمائه غسلنا وجوهنا وقرأنا الفاتحة لروحه الطاهرة ووقفت اتأمل الوادي والمنحدر الذي يبدو لي كقاع بحر عميق وقد انحسر عنه ماؤه .... رفعت بصري للأعلى نحو سفح الجبل البعيد الذي يقف شامخا عند نهاية الوادي فأطلت علي من عليائها قلعة شقيف حارسة الوادي فحييتها من بعيد بألف..ألف تحية وتحية .. ويولد سؤال في خاطري محاولة لحل لغز ..أين كانوا يختبئون حماة هذه الأرض وحراسها؟؟ فمن أعلى السفح يمكن رصدهم, لكنهم من الواضح قد دوخوا أعدائهم.. فأعادوا الارض والقلعة لأهلها.. فبحق هؤلاء هم رجال الله ..
وانطلقنا نقصد القرى المحررة المحاذية للشريط الحدوي لفلسطين المحتلة لنواصل الرحلة حتى بلدة بنت جبيل ، نحن الآن في طريقنا متوجهين إلى بوابة فاطمة ندخلها من بلدة كفركلا, صور لشهداء المقاومة تقف منتصبة على طوال الطريق الذي سلكنا , عندما تنظر إليها تراها تنبض بالحياة فيرتعش قلبك رهبة ! و كأنك تراهم أحياء يلقون عليك بنور ابتساماتهم الصافيه التحية والسلام .. يا الهي!! وهم أرواح مازالوا يبصرونك وتشعر أنهم يحرسون الأرض المباركة فسلام عليكم يوم ولدتم ويوم استشهدتم ..لكم دعائي وصلاتي . زهور و رياحين غضه تعطر ترابك بهذه القرابين الطاهرة يا جبل عامل.. فتفر دموع عيوني و كأن من افقد هم اخوتي وأحبتي .. ويجتاحني شعور لا أدري اأبكي حزنا على شبابهم الغض الذي انطوى عمره ام أفرح لنيلهم وسام الهيا هو الشهادة..فتختلط عند هذه اللحظة مشاعري.
لحظات تأمل سافرت فيها و أنا انظر من نافذة السيارة التي تقلنا على انحناءات طريق الجبل الرفيع وتلك الصور الكبيرة التي يزينها الشهيد عماد مغنية تمر امامي تباعا ,حتى فاجاني صغيري ذو الخمسة أعوام عندما كسر السكون بصوته الرقيق و قال:
- ماما خذيني لبيت السيد حسن نصر الله . فابتسمت له و انا مندهشه ..وقلت له :لا استطيع فانا لا اعرف عنوان بيته ولا اين يسكن . وفي داخل نفسي شعرت بفخر لطلبه ,وتساءلت يا ترى من أوحى له بهذا الطلب الغريب؟ أهي أرواح الشهداء الطاهره تداعبه و تهمس في عقله و تقول له أن من يزور السيد حسن نصر الله فهو محظوظ و أن في بيته ستجد كل ما تتمنى الدنيا والاخره وأن هذا الجنوب هو بيته و اهله و إخوته– وفكرت أن أقول له انك ألان في بيته وبين إخوته؟ لكن أخفيتها في قلبي لأنه لن يفهم ما أعنيه.فضممته إلى حضني و رفعت بصري للسماء كان الجبل عن يساري يأخذ في الارتفاع كالسور العالي وقد اكتسى حلة خضراء, وحدثتني نفسي وانا انظر من نافذة السيارة المنطلقة لسفحه الممتد, الذي يطل علي على طول الشارع المنحني , ياترى هل هناك يقف فرسان المقاومة وحماة هذه الأرض ؟ ومن عليائه ينظرون ويرصدون كل الزائرين الداخلين والخارجين من وإلى جنوبهم ؟ فابتسمت وقلت أكيد يعرفوننا فألقيت عليهم تحية وألف سلام ودعوة من القلب أن يظل الله حاميهم.
كنت أحدث الحاج عماد همسا وكأنه يسمعني عندما مرت صورته أمام نظري, ها نحن ياحاج عماد في جنوبكم والذي ماعرفناك إلا عندما أزهرت كأنجم السماء فالسلام عليكم . صوت صغيري الناعم يعودإلى مسمعي و يلح علي بطلباته ليكسر الهدوء من جديد..
- ماما خذيني لهذا الرجل , وهو يشير الى صورة للحاج عماد مرت أمام نظره.. فأفرح قلبي وابتسمت له مرة أخرى وقلت : ماما هذا الرجل الذي يزين الصورة اسمه الحاج عماد مغنية ارفع يدك وحيه وقل له السلام عليكم
- أين بيته ؟ خذيني إليه .
- انه الآن في السماء ، وبيته في الجنة .
- أنا أريد أن اذهب للجنة ،هل تأتين معي ؟
- بكل تأكيد ، ومن لا يريد أن يكون في الجنة يا بني – إنشاء الله الله يعطيني و إياك الجنة ونزوره في بيته...
لم يكن نطق الجواب سهلا علي ، فالقلب قد أنتفض للحظة وجلا وخجلا.... وكانت الكلمات تخرج صادقة بريئة كبراءة طفلي الحبيب ، وكيف لا ، وأنت في قلب هذا الجنوب؟ ولابد للجواب أن ينحني استحياء أمام ما قدمه أهل هذه الأرض الطهور.. هم من وفوا بعهودهم ما خانوا أو خضعوا لمستكبر أراد منهم خنوعا و ذلا . فصبرهم وعزمهم,وإرادتهم كسرت كل قضبان السجون واغلالها.. وقهرت ودحرت عدوها القابع الآن في (دشمه ) خائفا يترقب .و كان التحرير نصرا مبين يمهد لإنتصارات و إنتصارات نشهدها اليوم واقعا وهو آية من آيات الله لمن أراد أن يبصرها بقلبه قبل النظر بعينه, واما من ختم الله على قلبه سيقول كما قالوا " قلوبنا غلف ". فهل انحنيت يازائر الجنوب إجلالا واكبارا لتحي كل شهيد سقط على الارض المقدسة ولكل أسير عاد محررا ولكل اهلنا في الجنوب………..
نحن الآن في بيروت , السبت 19تموز 2008, ووجهتنا الجنوب . ياترى كيف سيكون الجنوب ؟كيف سيكون شعورنا عن قرب؟ حيث المكان يصبح محسوسا .. هل سنجد ارواح الشهداء تعطر المكان ؟ سلام إليهم .. وعليهم ..
أسئلة لا حدود لها تطوف في راسي ؟والسؤال الأكبر الذي يتردد صداه في عقلي وقلبي وكأني قد استيقظت لتو من حلمي .. لماذا أنا هنا؟ كيف انتقلت من مكان الى اخر ؟! هذا المكان الذي كان بالنسبة لي حلما .. من اتى بي لهذا المكان الذي كنت امازح صديقتي يوم ما أن لي جذورا فيه وان أمي جنوبيه؟؟ .. كنت اشعر بفخر وشرف كبيرين لو أن يكون لي امتداد في هذه الارض الطاهرة و كانت تلك الدعابة البريئة..التي مر عليها زمن من العمر.. تتحقق اليوم وها أنا و بعد 30 عاما أزورك يا جنوب فهل فتحت لي حضنك لتضمني؟
كان هذا العرس حدثا يولد كشمس فجر جديدة.. وهو كذلك.. انتظرتهم الأرض ثلاثة عقود ، وعاد أبناء هذه الأرض الطاهرة كما الفرسان القادمين من ساحات الوغى متوجين بالغار .. هذا الفينيقي الإسطوره سمير القنطار ورفاقه يحطمون الأسر..هو اكبر من عرس ,هو إعلان لحدث سيغير العالم ..اعلان لانتصار الصبر والإرادة والحق وهو البشارة بالفتح القريب ....محررين خمسة ورفات لشهداء أمة.. كادت قضيتهم تضيع و أسماؤهم تبقى أرقاما..وإن كان عزاؤهم أن تراب فلسطين يلملمهم في إحضانه, قد قطعنا المسافات و جئنا من اجلهم لعلنا نرمقهم من بعيد كواقع نلمسه أو نعطر أنفاسنا برائحة المسك والعنبر, عطر الشهادة ورائحة الجنة في زفاف كوكبة الشهداء.
السيارة تبتعد بنا شيئا فشيئا عن زحمة شوارع بيروت سرنا بمحاذاة البحر, هذا البحر الذي يتسع مداه وافقه, ثم يختفي خلف المرتفعات ,نحن ألان نصعد الجبال والبحر يهرب منا ولكنه يعرف أنه بات في القلب حبيبا نودعه إلى لقاء .. عائدون إليك أيها البحر الذي كانت بإمتداد شواطئك بطولات .. أليست هذه صور عرش ملكة البحر الأبيض المتوسط "اليسار" , صور .. مدينة الشمس الصامده في وجه الغزاة منذ ماقبل التاريخ .اليست هذه صور المدينة التي غرد فيها طائر الجنة لحنا فهز عروش المستكبرين ؟ فأخفوه ليكون هذا العام هو الرقم 30 سنه لغيابه لكنك عائد مثلما عاد كل المغيبين.وهذا هو سر الثلاثين.
من صيدا بوابة الجنوب نتجه إلى عمقه , إلى القرى الجنوبية المحرره نقطع طريق النبطية صعودا الى مرتفعاته ..ونستحضر من الذاكره اغاني الجنوب والبطولات لمارسيل خليفة ,فيروز وأناشيد المقاومة الإسلامية لحزب الله.
نقطة للجيش ,قف لا يمكنك الدخول بدون تصريح .
- ومن اين لنا بالتصريح ؟
- من صيدا عاصمة الجنوب .
- ماذا ؟! لا يمكن أن نعود أدراجنا..نحن أتينا من بعيد لنزور الجنوب ونكون اقرب مانكون لبوابة فاطمة ومن ذلك السور الشائك ننظر للأرض المباركة ارض فلسطين المغتصبه لنلقي عليها التحيه ..نحن جئنا لنكون في ركب العرسان مهنئين بنيلهم وسام الشهادة و التحرير.
لا يمكننا الرجوع..نحن سنبقي هنا لن نترك المكان حتى تجدوا حلا لنا..نحن زواركم ..
سيارات تدخل وتخرج ونحن منتظرون؟
وعدونا أن ينظروا في طلبنا تركنا السيارة وخرجنا نتامل المكان ..
اخذوا هوياتنا ليرتبوا لنا إذن الدخول ومضى الوقت سريعا وأذن لنا بالمرور على أن يعود بنا السائق من نفس النقطة .. ولكم منا تحية و سلام
بعد أن استقلينا السيارة المنطلقه الى حيث مقصدنا بمسافة تقدر ربع ساعه تقريبا من حاجز الجيش ,توقفنا عند سبيل ماء قال لنا السائق أنه مكان سقط فيه شهيد للمقاومه فشربنا من ماء نبعه ..ماء .. بارد ا ..عذبا زلالا ينساب من أعالي الجبال المباركة...تباركنا بمائه غسلنا وجوهنا وقرأنا الفاتحة لروحه الطاهرة ووقفت اتأمل الوادي والمنحدر الذي يبدو لي كقاع بحر عميق وقد انحسر عنه ماؤه .... رفعت بصري للأعلى نحو سفح الجبل البعيد الذي يقف شامخا عند نهاية الوادي فأطلت علي من عليائها قلعة شقيف حارسة الوادي فحييتها من بعيد بألف..ألف تحية وتحية .. ويولد سؤال في خاطري محاولة لحل لغز ..أين كانوا يختبئون حماة هذه الأرض وحراسها؟؟ فمن أعلى السفح يمكن رصدهم, لكنهم من الواضح قد دوخوا أعدائهم.. فأعادوا الارض والقلعة لأهلها.. فبحق هؤلاء هم رجال الله ..
وانطلقنا نقصد القرى المحررة المحاذية للشريط الحدوي لفلسطين المحتلة لنواصل الرحلة حتى بلدة بنت جبيل ، نحن الآن في طريقنا متوجهين إلى بوابة فاطمة ندخلها من بلدة كفركلا, صور لشهداء المقاومة تقف منتصبة على طوال الطريق الذي سلكنا , عندما تنظر إليها تراها تنبض بالحياة فيرتعش قلبك رهبة ! و كأنك تراهم أحياء يلقون عليك بنور ابتساماتهم الصافيه التحية والسلام .. يا الهي!! وهم أرواح مازالوا يبصرونك وتشعر أنهم يحرسون الأرض المباركة فسلام عليكم يوم ولدتم ويوم استشهدتم ..لكم دعائي وصلاتي . زهور و رياحين غضه تعطر ترابك بهذه القرابين الطاهرة يا جبل عامل.. فتفر دموع عيوني و كأن من افقد هم اخوتي وأحبتي .. ويجتاحني شعور لا أدري اأبكي حزنا على شبابهم الغض الذي انطوى عمره ام أفرح لنيلهم وسام الهيا هو الشهادة..فتختلط عند هذه اللحظة مشاعري.
لحظات تأمل سافرت فيها و أنا انظر من نافذة السيارة التي تقلنا على انحناءات طريق الجبل الرفيع وتلك الصور الكبيرة التي يزينها الشهيد عماد مغنية تمر امامي تباعا ,حتى فاجاني صغيري ذو الخمسة أعوام عندما كسر السكون بصوته الرقيق و قال:
- ماما خذيني لبيت السيد حسن نصر الله . فابتسمت له و انا مندهشه ..وقلت له :لا استطيع فانا لا اعرف عنوان بيته ولا اين يسكن . وفي داخل نفسي شعرت بفخر لطلبه ,وتساءلت يا ترى من أوحى له بهذا الطلب الغريب؟ أهي أرواح الشهداء الطاهره تداعبه و تهمس في عقله و تقول له أن من يزور السيد حسن نصر الله فهو محظوظ و أن في بيته ستجد كل ما تتمنى الدنيا والاخره وأن هذا الجنوب هو بيته و اهله و إخوته– وفكرت أن أقول له انك ألان في بيته وبين إخوته؟ لكن أخفيتها في قلبي لأنه لن يفهم ما أعنيه.فضممته إلى حضني و رفعت بصري للسماء كان الجبل عن يساري يأخذ في الارتفاع كالسور العالي وقد اكتسى حلة خضراء, وحدثتني نفسي وانا انظر من نافذة السيارة المنطلقة لسفحه الممتد, الذي يطل علي على طول الشارع المنحني , ياترى هل هناك يقف فرسان المقاومة وحماة هذه الأرض ؟ ومن عليائه ينظرون ويرصدون كل الزائرين الداخلين والخارجين من وإلى جنوبهم ؟ فابتسمت وقلت أكيد يعرفوننا فألقيت عليهم تحية وألف سلام ودعوة من القلب أن يظل الله حاميهم.
كنت أحدث الحاج عماد همسا وكأنه يسمعني عندما مرت صورته أمام نظري, ها نحن ياحاج عماد في جنوبكم والذي ماعرفناك إلا عندما أزهرت كأنجم السماء فالسلام عليكم . صوت صغيري الناعم يعودإلى مسمعي و يلح علي بطلباته ليكسر الهدوء من جديد..
- ماما خذيني لهذا الرجل , وهو يشير الى صورة للحاج عماد مرت أمام نظره.. فأفرح قلبي وابتسمت له مرة أخرى وقلت : ماما هذا الرجل الذي يزين الصورة اسمه الحاج عماد مغنية ارفع يدك وحيه وقل له السلام عليكم
- أين بيته ؟ خذيني إليه .
- انه الآن في السماء ، وبيته في الجنة .
- أنا أريد أن اذهب للجنة ،هل تأتين معي ؟
- بكل تأكيد ، ومن لا يريد أن يكون في الجنة يا بني – إنشاء الله الله يعطيني و إياك الجنة ونزوره في بيته...
لم يكن نطق الجواب سهلا علي ، فالقلب قد أنتفض للحظة وجلا وخجلا.... وكانت الكلمات تخرج صادقة بريئة كبراءة طفلي الحبيب ، وكيف لا ، وأنت في قلب هذا الجنوب؟ ولابد للجواب أن ينحني استحياء أمام ما قدمه أهل هذه الأرض الطهور.. هم من وفوا بعهودهم ما خانوا أو خضعوا لمستكبر أراد منهم خنوعا و ذلا . فصبرهم وعزمهم,وإرادتهم كسرت كل قضبان السجون واغلالها.. وقهرت ودحرت عدوها القابع الآن في (دشمه ) خائفا يترقب .و كان التحرير نصرا مبين يمهد لإنتصارات و إنتصارات نشهدها اليوم واقعا وهو آية من آيات الله لمن أراد أن يبصرها بقلبه قبل النظر بعينه, واما من ختم الله على قلبه سيقول كما قالوا " قلوبنا غلف ". فهل انحنيت يازائر الجنوب إجلالا واكبارا لتحي كل شهيد سقط على الارض المقدسة ولكل أسير عاد محررا ولكل اهلنا في الجنوب………..
هناك تعليقان (2):
تقبل الله منا ومنكم
وكل عام وانتم بخير
منا ومنكم صالح الاعمال ان شاءالله
وانتم بالف خير ان شاء الله
إرسال تعليق