4 نوفمبر 2008

ماذا يبقى من الاديان او الفلسفة اذا انتهت فكرة المخلص-المهدي؟!


هذه الحديث ليس موجهاً للوجوديين ولا اللاادريين ولا للملحدين، وان كانوا جميعاً معنيين به، ومرحب بهم لقرائته والتأمل به...
جوهر فلسفة الوجودية : «كل موجود يولد دون مبرر، ويعيش بسبب ضعفه وخوفه،ويموت بفعل المصادفة».سارتر في كتاب الغثيان.
جوهر اللاادرية : ربما يكون وربما لايكون كل ماهو خارج نطاق العالم المادي.
جوهر الالحاد : لا اله. ونقطة على السطر. ويتبعه الشرح الرائع لديستوفسكي «إذا لم يكن الله موجوداً فان كل شيء يصبح مسموحاً».
ومن الملاحظ ان هذه الجهات الثلاث لا تملك أي آلية منطقية في داخلها، تستطيع بموجبها نفى امكانية ظهور شخص عادي يملك مشروعاً وهمة وانصاراً لنشر مايراه عدلاً في الارض.
وهذه الامكانية هي نظرتهم لابراهيم وموسى وعيسى ومحمد (ص). هم ينفون الجانب الغيبي عن هؤلاء الانبياء (ع)، ويقرون بانهم اشخاص ظهروا بمشروع مغاير للسائد، ونجحوا بدرجات متفاوتة في خلق شعوب وامم تؤمن به، وتسعى لنشره وسيادته على الارض.
رأي البوذيين : يؤمنون بعودة بوذا.
رأي الزرادشتيون : بانتظار عودة بهرام شاه .
رأي الهنود : في انتظار فشينو .
رأي اليهود : في انتظار ظهور الماشيح.
رأي المسيحيين: في انتظار عودة المسيح.
رأي المسلمين: في انتظار ظهور المهدي (ع) وعودة السيد المسيح(ع).
الفلاسفة المعاصرين :
الفيلسوف الانجليزي برتراند راسل : (إنّ العالم في انتظار مصلح يوحّد العالم تحت عَلَمٍ واحد وشعار واحد).
آينشتاين: (إنّ اليوم الذي يسود العالم كلّه الصلح والصفاء ، ويكون الناس متحابِّين متآخين ليس ببعيد).
برنارد شو : بشّر بمجيء المصلح في كتابه (الاِنسان والسوبرمان).
جوهر الايمان بالمهدي ودولة العدل الآلهي في الارض، هو الاعتقاد بصلاح العقيدة وقدرتها على ادارة الحياة البشرية على الارض، بما يؤدي لسعادتها وتلبية احتياجاتها المادية والمعنوية. وفي حال انعدام الامل من تجسيد العقيدة النظرية كممارسة عملية، لن يبقى لاتباع الاديان التي ظهرت في الارض من مئات السنين الا ان يقروا بالعجز امام الافكار الوضعية وان يسلموا بان حياة الناس وكرامتهم وامنهم وارزاقهم، هي من قبيل سياسة التجربة والخطأ... وبالتالي مايفعله الدجال الامريكي وامثاله في الارض ليس سوى اجتهاد بريء للوصول الى الطريقة المثلى في ادارة الارض!!!.
وقد يطرح البعض شبهة ان الاسلام اكتمل، والمسيحية واضحة المعالم، واليهودية مر عليها آلاف السنين، والامر لا يحتاج الى مهدي او مخلص بل يحتاج لتطبيق ماهو موجود بالفعل!!.
والرد على هذه الشبهة يأتي من قلب الديانات الثلاث التي تربط غلبة المستضعفين في الارض بيوم الخلاص وبالمهدي والمخلص، وهذا الجزء من الاعتقاد هو في صلب الديانات الثلاث.. اولاً.
وثانياً: حقيقة ان اختلال موازين القوى بشكل فاحش، وتخاذل الاكثرية الطاغية من الناس عن طلب العدل والسعى لاقامة دولته، يجعل من سعى الاقلية المناضلة والمجاهدة لاقامة العدل عمل عبثي لا يمكن ان يتكلل بالنجاح ضمن المعطيات المادية الا اذا (وهو ماسيحدث بالتأكيد) من الله عليهم بالنصرة ضمن المعادلة القرآنية :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
وقد يطرح البعض اشكالية على شكل النصرة وقد يرغب فيها آخرون بشكل آخر، والقول الحاسم في الامر هو لله العزيز الجبار، وقد ورد في الحديث ان الله امر ابليس بالسجود لآدم، فقال ابليس: وعزتك لئن اعفيتنى من السجود لآدم لاعبدنك عبادة ما عبدها خلق من خلقك!!!. مخلوق يساوم خالقه على ابدال امره !! وكأن الله محتاج الى عبادة خلقه.
وماهي العبودية وماذا يبقى منها اذا لم تكن الطاعة للمعبود؟!.
وهذا ماحدث مع "مفكرين" متأثرين بالاستشراق والمستشرقين (العيون الزرق) ارادوا ان ينفوا عن الاسلام ايمانه "بالاساطير" فانكروا المهدي وطعنوا في الاحاديث المتواترة التي تنص عليه، وكأنهم بذلك يختبؤون خلف اصابعهم، فيؤمنون بحياة المسيح الفي عام وعودته من السماء الى الارض، وينكرون مثيله في الغياب وشبيهه في الحياة !!! كرمى للعيون الزرق او خضوعاً لوسوسات الفكر.
...لان كان هدف الاديان وسعى الفلاسفة هو اقامة دولة العدل في الارض، ولم يبقى في جعبتهم ما ننتظره ونسعى الى تحقيقه، فالسلام على الارض والسلام على العدل، وشكر الله سعيكم وتقبل عزاءكم بالاديان والفلسفة!!.

بسم الله الرحمن الرحيم : وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ () إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ () وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ. صدق الله العلي العظيم.

هناك 7 تعليقات:

الخشبي يقول...

كنت أريد أن أناقشك في الموضوع عندما علقت أنت لدى السيدة نوارة نجم حول الإمام المهدي عج وردت بشئ من الإستهزاء بما معناه وأنتوا لسه مستنيين.
ولكن كان قد مر على التعليق أيام فتركت ذلك.
وأنا لدي تعليقان للسيدة نوارة ولك
فلها ولمن يقول قولها الرد يكون بأن وصفكم بالمنتظرين الذين لا يفعلون شيئا سوى الإنتظار هو أبعد ما يكون عن الحقيقة في لبنان بالذات فحزب الله هو طليعة التحرر في هذا الوقت في العالم الإسلامي والأخرون لا يفعلون شيئا سوى الكلام والتقاتل الداخلي والإستسلام.
فانتظاركم ايجابي تمهيدي.

وأما معك فأريد أن أتساءل ما جدوى إخبار الناس بما يعتبرونه أسطورة والمتوقع منهم عدم التصديق به نتيجة الكم الهائل من التزييف التاريخي المستمر على مدى القرون.
لماذا يجب عليهم الاستعداد للظهور فيما أن الظهور نفسه سيفرض عليهم في وقتها واقع الإصلاح والتغيير وبالتالي سينجذبون إليه تلقائيا لأنه ما يريدونه فعلا>

ناصر يقول...

عزيزي الخشبي

انا لم ارى فيما قالته السيدة نوارة استهزاءاً (عين الحب كليلة عن كل عيب) وانا احب هذه السيدة واحترمها. وحملت حديثها على محمل استنكار الانتظار السلبي، وهذا مانستنكره جميعاً.
والفائدة من طرح هذا الموضوع على اتباع الديانات والفلسفات المختلفة، ايصال حقيقة انه لا دين ولا فلسفة ايجابية تستقيم مع نفى المهدي او المخلص، وان الانسجام مع الاعتقاد يقتضى ان يفهم الانسان هذا الواقع.
وبرأي الشخصي والمتواضع ان ماتفعله السيدة نوارة واخواتها واخوانها لا يقل شأناً عن عمل حزب الله نظراً لدفاعهم المستميت عنه وعن كل الايجابيات في الامة،ونقدهم المر والاستشهادي للسلبيات والجرائم التي يرتكبها حكام الجور، وهذا مصداق قول الرسول الاكرم(ص) : خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.
وانا اتفق معك انه بمجرد الظهور سيلتف كل الطيبين في الارض حول مهديهم كما يفعل النحل في القفير.
ولكني اطمع في جهود كل القادرين على التعجيل بالفرج.
شكرا على الزيارة ياخشب الورد.

غير معرف يقول...

اسمح لي و لكن اختلف معك في شي واحد و هو ان الأسلام لم يكتمل و ان التطبيق ليس المشكلة.و اما سبب اختلافي معك هو انني ارى ان المسلمين مثل كل الأمم الأخرى ارسل اليهم الرسول (ص) و بعد وفاته ضل كثير عن السبيل و لكن الأختلاف في الأسلام هو اننا ارسل لنا الأئمة لحفظ الأسلام و لا اعتقد انهم جاءوا مكملين له آخذا بالأعتبار كلمة الأمام الحسين الشهيرة:ان كان دين محمد لا يستقيم الا بقتلي فيا سيوف خذيني و اشدد على كلمة يستقيم.و انا ارى ان الأسلام نزل كاملا و اعطانا مفاتيح الحياة المثالية و يجب ان نتبعها و نفهم تضحيات الأئمة لنضل على الطريق المستقيم.

ناصر يقول...

ahmsab

انا اسف لم افهم بدقة وجه الاختلاف معك.
يقول المولى عزوجل: اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً.صدق الله العلى العظيم.
فعلى المستوى النظري الاسلام كشريعة اكتمل.
بانتظار توضيحك لاستطيع الرد.

المشخصاتي يقول...

زمان كنت واقف مع عدة اصدقاء مع الداعية عمرو خالد وسأله واحد من اصدقائي عن موعد ظهور المهدي المنتظر ..ويمكن السؤال ده كان ملح على عقول المسلمين بشدة في هذا الوقت لانه كان ايام الدرة وغزو افغانستان والبدء في دق طبول الحرب على العراق ..فرد عليه عمرو خالد رد جميل
قاله المهدي مش هينصر امة لوحده لكنه قائد فقط ..وعشان يظهر يبقى لازم نمهدله الطريق ..ياريت نفكر انه بعد عشر سنين الامة الاسلامية ده هتكون اقوى امة عالارض عشان المهدي ساعتها يظهر ..

مع تحفظي الشديد على طريقة عمرو خالد كداعية لكن هذا الرد عبقري جدا

فكرة المخلص من ويلات الظلم هي فكرة قبل ان تكون نابعة من العقيدة فكرة نابعة من الذات البشرية المقهورة ..لكن الاستسلام لفكرة المخلص ده اكبر نكبة ممكن تصاب بيها امة مقهورة
المخلص الوحيد لمشاكلنا هي توحدنا وعملنا ومقاومتنا للظلم ..مفيش شخص مهما كان وعلا شأنه يقدر يحرر مليار و300 مليون مسلم من عذاب حكامهم وعذاب اسرائيل وامريكا

تعقيبا على الاخ ahmsab الاسلام مكتمل ومش محتاج ائمة عشان يكملوه ولو انت بتقول عكس كده فانت بتخالف العقيدة الاسلامية جملة وتفصيلاً ..قال المولى عز وجل على لسان نبيه في خطبة الوداع ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )

تحياتي لك

غير معرف يقول...

انا اوافقك في ما قلته و لكن لكي اوضح لك وجهة نظري باختصار:ان الأمام المهدي لن يأتي ليكمل الدين بل سيأتي ليرده الى طبيعته .
و السلام

ناصر يقول...

المشخصاتي

اتفق معك تماما حول عبقرية الرد، لو اراد الله عز وجل تقديم النصر لمتواكلين وقاعدين عن اداء واجباتهم، لامر البعوض بالقضاء على الظالمين جميعاً وفي البعوض كفاية لهذا الغرض.
حول ماقاله الاخ الكريمahmsab اغلب ظني انه فهم هذه الفكرة من نصي وهو يصرح بان الاسلام مكتمل وليس بحاجة الا للصيانةوالتطبيق، لهذا قمت بالتوضيح بان الاسلام اكتمل على المستوى النظري وانى لا ادري وجه الاختلاف معه.
على فكرة انا قدمت هذا البحث لانى درست اربع حالات في العالم الاسلامي، في مصر وايران ولبنان والعراق، وتبينت اهمية القائد الحكيم والشجاع والمخلص والمضحي والزاهد بحطام الدنيا.
واتمنى عليك ان تقرأ تجربة النبي موسى (ع) مع بني اسرائيل، وتجربة النبي عيسى (ع) معهم ومع غيرهم.
وتأمل بالحديث : رب همة احيت امة.