8 أكتوبر 2008

لماذا وكيف تقرأ التاريخ !

اقرأ التاريخ لتعرف من انت، ومن الآخر. ولماذا وصلت الى حالتك الراهنة، وكيف وصل الآخر. اقرأ التاريخ لتعرف كيف تأخذ من ماضيك لحاضرك اساس بناء مستقبلك.
وانتبه، ماتقرأه وتستحسنه، انت شريك فيه. اذا اعجبتك جريمة اوصلت احدهم للحكم، انت شريك فيها. ولا عبرة للفاصل الزمني بينك وبينها، انت مجرم بالنية فاتتك الامكانية !. واذا اعجبك عمل من اعمال البطولة والشرف انت شريك فيه، انت خير بالنية فاتتك الامكانية.
اقرأ بتجرد ولا تسقط ماتقرأه على نفسك، قد تكون بخيلاً فلن تصدق ان حاتم ذبح حصانه الاثير الى قلبه واطعم ضيوفه، وجلس قرب النار يتضور جوعاً لان نفسه ابت ان تأكل عزيزها. وقد تكون شهماً فلن تصدق ان يهوذا التلميذ باع المعلم (ع) بثلاثين من الفضة. وقد تكون متديناً ولن تصدق ان الهرم فلان باع آخرته بدنياه، وقد تكون ملحداً فلن تصدق ان الايمان قد يدفع فئة من الناس لبذل ارواحها وفلذات اكبادها في سبيل معتقدها.
اقرأ التاريخ بتجرد، ولا تسقط معتقداتك الشخصية على ماتقرأه من حوادث وقضايا.
انظر للكاتب ومحيطه وزمانه والسلطة التي كانت تحكمه، وتأكد من نمط كتابته، هل ترضى سلطان زمانه او تغضبه. وانظر الى موقعه في ظل الاحداث هل هو مع السلطة او مع المعارضة او يكتب مايرى ولا يعلق.
عندما تقرأ التاريخ، افتح عينيك جيداً.
فالمتمرد، المخرب، المتآمر،الكافر، في حال هزيمته. قد يصبح الثائر، المصلح، القائد، حامي حمى الدين في حال انتصاره.

ليست هناك تعليقات: