25 أكتوبر 2008

امة صابر الزلاباني !!

صابر الزلاباني مواطن مصري، يعمل بالتدريس. نظيف اليد، حنون، متشدد في مكافحة الفساد واستغلال الطلبة. مكروه من زملاءه ومسؤوليه الفاسدين، ويسعون للتخلص منه ضمن اطار القانون، وبما انه لا يخالف القانون فمهمتهم كانت صعبة للغاية، الى ان سهل صابر الزلاباني لهم الامر وحكم على نفسه بالطرد.
نشرت الصحف خبر مقتل شقيقه المجرم، فاستغل زملاءه الموضوع، وحرضوا الاهالي على المطالبة بطرده حفاظاً على اولادهم من عدوى الاجرام!.
تم استدعاء صابر الزلاباني الى غرفة الناظر، وبدأ الناظر في استدراجه :
الناظر : تعمل ايه لو عرفت انو معنا هنا في وسط المدرسة جرثومة... جرثووومة ... ميكروب بيهدد ابناءنا تلاميذ المدرسة ؟!.
صابر : ابلغ وزراة الصحة فوراً!.
الناظر: واذا كانت الجرثومة لا تتبع وزراة الصحة ؟.
صابر: ازاي ياحضرة الناظر طول عمري اعرف ان الجراثيم تتبع وزارة الصحة ... الا اذا كانت القوى العاملة حولتها الناحية التانية يافندم ههههههههههههه .
الناظر : الجرثومة اللي بعنيها يااستاذ زلاباني جرثومة اخلاااااقية جرثومة تحمل الفسق! والفساد! للجيل الجديد من شبابنا الناهض..
صابر استغرب الامر وقال انه لا يتصور ان هذه الاوصاف تنطبق على احد من العاملين في المدرسة، ولكن الناظر اكد الخبر وانتهى الامر. فتحول اهتمام صابر لشخص ظن انه مدرس الموسيقى الجديد فسأله : هل له سوابق في عالم الاجرام؟ هل له اقارب يعملون في عالم الاجرام!!! ابن عم.. ابن خالة ... اخ مثلاً؟!!!.
فانتهز الناظر الفرصة وسأل صابر: ماذا لو كان له اخ مجرم؟ .
فاجاب صابر بسهولة وبكل تشدد : يطرد فوررررررررا!!!. بالتأكيد ... طبعاً يطرد فورررراً!!. بس انا شايف من الانسانية نخليه يقدم استقالته!!.
وانتهز الناظر الفرصة واخبره بانه المعنى من هذا الحكم وانه يقبل استقالته وانه مطرووود. فاخذ صابر يسترحم ويسأله اين سيذهب بعد العمر الطويل الذي امضاه في التدريس ؟. وكان الجواب سهل : على الشارع !!.
صابر يعيد حساباته وينتحب ويسأل : طيب انا لي اخ مجرم ومتبري منه ... وانا مالي به؟ هو حد بيختار اخوه؟.
صابر الظالم والمظلوم، المنطقي والمخبول، المستسهل قطع عيش الناس ورميهم في الشارع، والمستصعب للشرب من نفس الكأس، صابر الشتاء والصيف تحت سقف واحد، صابر الشيء ونقيضه.
مائتي مليون صابر الزلاباني... ويزيدون.
ملاحظة : يرجى مراجعة مسرحية علشان خاطر عيونك لفؤاد المهندس.