كان يامكان في قديم الزمان، ولا يحلى الكلام الا بالصلاة على النبي وآله الكرام ...
بعث الله نبياً ليخرج امته من الظلمات الى النور (وقفة ضرورية) لان المصطلحات في هذه العصر اصبحت مطاطة لدرجة انك تستطيع شتم انسان بالقول : روح يابن المعارضة !! وبامكانه ان يرد عليك بشتيمة من طراز : اتنيل اسكت وانت شبه حسنى كده !!.
الظلمات : وتشمل كل الجرائم التى حرمها الله بحق الانسان كفرد وبحق الافراد كجماعة وبحق المحيط الحيوي الذي يعيشون فيه. مثلاً : ان تقتل نفسك هذا من الظلمات الخاصة بالافراد. ان تسمح بالاحتكار والتلاعب بارزاق الناس هذا من الظلمات التي تصيب المجتمع ككل. ان تقرر اقامة مصنع يلوث البيئة هذا من الظلمات التي تصيب البيئة فتعم بضررها الكرة الارضية برمتها .
النور : هو كل ماخلق الله من خير وجمال واحسان للفرد والمجتمع والبيئة. ان تصدق في حديثك ونقلك هذا من النور، ان تشبع جائعاً او تحمى خائفاً هذا من النور، ان ترفع حجراً من طريق الناس كي لا يتعثر به احد هذا من النور.
لماذا هذا الشرح ؟ لاننا نتوهم ظلمات اخرى ونور آخر ونريد ان نقاتل باسم الله المستضعفين من عباده، كرمى لعين الدجال الامريكي ومن قبله كرمى لعين الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس.
المهم، بعد مسيرة اربعين سنة من الصدق والنزاهة ومحاسن الاخلاق، وقف الرسول الاعظم (ص) يخاطب قومه، فقال بما معناه، لو اخبرتكم انكم ستتعرضون لغزو هل تصدقونني ؟ قالوا جميعا نعم انت الصادق الامين. قال انا رسول الله اليكم وهذه رسالته، فنبذه اقرب الناس اليه وكذبه من شهد بصدقه، وكان اشد الناس عليه عمه ابولهب وزوجته (انتبه لزوجته جيداً) واحرص الناس عليه عمه ابوطالب وزوجته (انتبه لزوجته)، لدرجة انه كان يقوم ليلاً ويبدل مكان نوم الرسول الاكرم ويضع احد بنيه مكانه حتى اذا قصده احدهم بسؤ، يكون قد افتداه بفلذة كبده.
وجاءت القوة و الفتح بعد مرور سنوات طويلة على الدعوة التي قال عنها الرسول الاعظم انها كانت عبارة عن ايذاء مستمر لم يتعرض له نبي من قبل، حتى سيدنا ايوب عليه السلام لم يتعرض للاذى كما تعرض له النبي الكريم .
الآن،
وفي لحظة كانت تشبه يوم القيامة عرجت روح النبي (صلى الله عليه وآله) الى بارئها، فانشغل بنو هاشم بمصابهم، واجتمع بعض اصحاب الناس ورؤوس العشائر من المهاجرين والانصار في سقيفة بني ساعدة، وبعد مشاورات حامية وصلت حد السب والتهديد وخروج بعض السيوف من اغمادها.. انتهى النقاش الى تحديد خلافة الرسول الاعظم وتحديد ابو بكر كخليفة لرسول الله.
هنا وقع الخلاف، الامام علي وبنو هاشم ومن معهم من اصحاب الرسول من امثال سلمان الفارسي وابوذر الغفاري والمقداد بن الاسود الكندي وغيرهم، رفضوا (لاحظ كلمة رفضوا يرفض رفضا ورافضية وتأمل) بيعة ابي بكر واعتصموا بدار الامام علي ينددون بما حدث ويدعون من استعجل في اقرار الامر قبل التشاور مع اهل البيت (ع) الى العودة عن خطأهم.
وبعد ان استحل اهل السلطة حرمة دار الزهراء وهددوا بحرقها واقتحموا بابها، كان امام الامام علي خيارين: ان يقاتلهم بمن حضر وهذا لا يكفى لحسم الموقف او ان يبايع مشترطاً سلامة امور المسلمين، وهذا ماحدث. وخصوصاً ان القوم وضمن محاججتهم للامام علي قالوا ان القبائل لا تقبل ان يتولى زمامها من قتل سادتها والاسلام جديد في النفوس فانتظر حتى تهدأ نفوسهم ، وابوبكر مسن ويمكن ان يعود الحق لاهله بعد وفاته.
الى هنا اصبح لدينا وضع كلاسيكي يمكن ان نشاهده في اي بلد:
سلطة ومعارضة ومن لايكترثون بمن حكمهم.
السلطة ترسى دعائم سلطتها بكل ماتستطيع من خلال ادواتها، والمعارضة تنتقدها وتنازعها الشرعية وتقف عند حد عدم وصول الامور الى حد سقوط السقف على الجميع، ومن لايكترثون يقتربون من السلطة عندما تصلح اوضاعهم، والى المعارضة عندما تسؤ.
ولم تظهر (على نطاق واسع) اي مصطلحات تفرق المسلمين، واستمر الوضع على ماهو عليه الى ان قام الامام علي بالامر وخرج عليه معاوية، فصارت الناس تقول : شيعة الامام علي وشيعة معاوية.
وانتهت الحرب الى اغتيال الامام علي، وشراء معاوية لذمم قادة جيش الامام الحسن، واستتب الامر لبنى امية وسحقت المعارضة (الرافضة!!) تماماً.
الى الآن، هناك مدرسة فقهية واحدة اسمها مدرسة اهل البيت وزعيمها محمد بن عبدالله (ص) وهذه المدرسة لا تقر بالشرعية لمن بغى على ولي الامر الشرعي، وتماما كما يحدث الآن خرج الاصفر الرنان (اليوم اصبح لونه اخضر) واشترى لمعاوية ولمن جاء من نسله احاديث منسوبة للنبي (ص) تبرر له الخروج على الامام علي وسبه وشتمه على المنابر طوال عقود من الزمن، حتى جاء عمر بن عبدالعزيز وابطلها .
الآن، وبعد مرور مئات من السنين تعبد فيها المسلمون لربهم واتبعوا شريعته، جاء من يقول مذهب الدولة هو كذا، وعمموا على الاقطار الاسلامية بطلان ماعداه، يعنى تخيل السيد معمر القذافي يقول : الطواف حول الكعبة جائز لكل الناس ومنهم اليهودي والمسيحي والوثني (وهم على كل حال لا يرغبون بالطواف حولها ولا يؤمنون بقدسيتها) ومن يمنعهم عن ذلك كافر( يعنى مهدور دمه وماله وعرضه وعرض من يتشدد له) فخرج لمعارضته كل من لا تصل يد الرئيس القذافي اليه في مصر والسعودية، ولم يتجرأ فقيه او مؤسسة دينية داخل ليبيا ان تتقدم بالتماس ان ينظر السيد القذافي في كتاب الله ويرى ان مايقوله اجتهاد في غير محله، وهبل لا يشكر عليه.
الان تخيل نفس الوضع ولكن مع يد قذافي ذلك الزمان وهي تصل الى كل الاقطار وبامكانه ان يقف على شرفة قصره ويقول للغمامة : شرقي وغربي لابد ان يرجع خراجك الي.
المهم، جاء من بعد الحاكم الاول الذي فرض المذهب الاول، حاكم ثاني فرض مذهباً ثانياً، فبقى المذهب الاول محصوراً بمن تمسك به وانتشر المذهب السلطاني الثاني انتشار النار في الهشير. واتى حاكم ثالث وحاكم رابع واصبح للمسلمين التابعين للسلطة اربع مذاهب يستطيعون ان يتعبدوا بها. وللمعارضة مذهب واحد انشق عنه مذاهب تعتبر قتال السلطة واجب بغض النظر عن اي ظرف واي امكانية.
صرنا كده بالصلاة على الحبيب محمد (ص) دستة مذاهب او دستتين موزعين على السلطات (بعد ظهور الخلافة الاموية في الاندلس والعباسية في بغداد والفاطمية في مصر) والمعارضة المنتشرة في ارجاء العالم الاسلامي.
طيب دعونا ننظر لوضع دولة مثل تونس، يحرم ولي الامر فيها الحجاب وتعدد الزوجات وسلفه بالامس الغى صيام شهر رمضان لانه يعطل الانتاج، ويكفى ان يفتح احدهم فمه ليجد نفسه في السجن بجريمة التخابر الخارجي او باي جريمة اخرى.
او دولة مثل ليبيا، تحكم بالكتاب الاخضر، وبشريعة الطريق الثالث الذي اخترعته عبقرية الرئيس القذافي. ويتهم من يخرج عليه بانه من الكلاب الضالة ومن الخوارج ومن العملاء .
او ... او ... الى آخره. يعنى مثلاً في مصر المحروسة، حركة كفاية اختراع امريكي، الاخوان يتبعون لايران او لبريطانيا بحسب هوى الكاتب، واليسار ملحد وعميل سابق للاتحاد السوفياتي، والى آخره ..
الامر يتعلق بسلطة تحكم من خلال اظهار القائمين على الحكم كاولياء صالحين، والمعارضة اخوان شياطين، وتمر السنوات ويتحول الكذب المكتوب الى تراث مقدس لا يجوز انتقاده.
يامواطنين، يامستضعفين، يامظلومين، الخلاف على التشيع والتسنن لادخل له بكل انسان من رتبة مواطن فمافوق حتى رأس الهرم الذي يحدد عقيدة الدولة ويقرر ديانتها، هو خلاف على السلطة، يريدها البعض ليحكم بما انزل الله ويريدها آخرون للتحكم بعباد الله !!!.
الآن، من يريد ان يتبرع بحفلة الشتائم والاتهامات، سأوفر عليه بعض الجهد وسأزوده ببعض الذخيرة :
معظم الشيعة يكرهون ابو بكر وعمر وعثمان وعائشة وكل من شاركهم في الانقلاب على الامام علي، ويقولون ان لهم مع هؤلاء وقفة يوم القيامة، فان كنا على الحق سيفعل الله بهم مايشاء، وان كانوا على الحق سيفعل الله بنا مايشاء. ولكنهم لا يكفرون من ينطق بالشهادتين ولا يجيزون اذية انسان بغض النظر عن دينه لا بلسان ولا بسنان، وينقلون عن احد ائمتهم انه كان يسير مع صديق له في الشارع فلاحظ انه يتلفت وراءه كثيراً وسأله عن السبب فقال : عبدي فلان ابن الفاعلة امرته ان يسير خلفي ولا ادرى الى اين ذهب. فقال الامام : ياسبحان الله اتقذف امه (يعنى تتهمها بالزني) فقال: يابن بنت رسول الله ... عبدي وثني لا دين له. قال: وان، ان لكل امة نكاح خاص بها تطيب به انسابهم. هذا فراق بيني وبينك. ولم يشاهد الامام بعدها مع هذا الشخص ابداً.
والشيعة ككل طوائف المسلمين ليسوا من الملائكة المنزهين عن كل عيب. فيهم العالم والجاهل، والمؤمن والعاصي، والعارف والاادري، واللطيف والغليظ، والمحترم والسفيه، والمجاهد والعميل.
والشيعة ينتظرون حدثين بارزين، ظهور الامام المهدي (ع) وان يحسم بظهوره الخلاف بين المسلمين ويجمعهم على صراط الله المستقيم، وسيكون لحركته كارهون من المحسوبين على الشيعة والمحسوبين على السنة، ولكن فقراء الارض والمستضعفين فيها سيكونون انصاره واعوانه وسيفرحون بظهوره ويعيشون في عهده كل السعادة التي ارادها الله لعباده.
والحدث الثاني نزول المسيح (ع) من السماء وهدايته للمسيحين واليهود الى حقيقة كونه عبداً لله ورسوله وانه وامه المقدسة مريم يتشرفان بعبوديتهما لله، وسيكون لنزوله وخطابه اعمق الاثر وسيعم التوحيد ببركة الامام المهدي والسيد المسيح كل الكرة الارضية.
وبانتظار هذين الحدثين، يعيش اتباع هذا المذهب كاخوانهم من بقية المذاهب، يدافعون عن بلاد المسلمين اذا تعرضت للاعتداء، ويصبرون على ظلم الحكام، ويصلون ويحجون ويزكون ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويسعون الى تنقية صفوفهم من العملاء والمفسدين ومشعلي الفتن واتباع الاصفر الرنان.
وهم على ماهم عليه منذ صدر الاسلام، لم يظهر لهم اي جديد في القرن العشرين، يبرر هذا الغيظ منهم من قبل جبابرة الارض والمفسدين فيها، سوى رفضهم للاستعمار الفرنسى في لبنان وسوريا وانحيازهم الى الملك فيصل (السني) فانتقم منهم الفرنسيون وقتلوا قيادتهم وعلمائهم واحرقوا ديارهم ونهبوها. ورفضوا الانصياع للاستعمار البريطاني وانحازوا الى دولة الخلافة العثمانية(السنية) في العراق، فانتقم منهم البريطانيون وقتلوا قادتهم وعلماءهم وافقروهم وابعدوهم عن حكم بلد هم اغلبية فيه طوال سبعة عقود او اكثر. ورفضوا عمالة ملك ايران المحسوب عليهم وانحيازه لاسرائيل عدوة الدول العربية (السنية) فخرجوا عليه بالقبضات العارية واللحم الحي وسقط منهم في ليلة واحد مايقارب الثلاثين الف شهيد (ليلة الخامس عشر من شهر خرداد) حتى اسقطوه واخرجوه ذليلاً.
وماان شاهدت التيجان المرتبطة بامريكا مصير شاه ايران، حتى وضعت مالها وحالها واعلامها وذمم وعمائم واقلام من اشترتهم من كافة المذاهب في خدمة النيل من هؤلاء كرمى لعين امريكا واسرائيل لا كرمى لعين بلدانها، لان الشيعي الذي يستشهد في لبنان والسني الذي يستشهد في فلسطين والشيعي والسني اللذان يستشهدان في العراق، يؤجلون وصول الكأس المرة الى اهلنا في الخليج وبلاد الشام ومصر والسودان وايران والمغرب العربي.
والمطلوب الآن ان يفتح كل واحد منا قلبه وعقله وعينيه، وان يتشيع من يريد وان يتسنن من يريد، ولنتنافس على البر والتقوى وليكن اكرمنا عند الله واحبنا اليه انفعنا لعباده. وان لانردد مايقوله عدو عن عدوه، اذا اردت ان تعرف محاسن زوجتك هل تسأل ضرتها ؟!.ولو وضع السفهاء مليارات الدولارات التي تصرف على الحقد والفتنة في خدمة المستضعفين، لما وجدنا شيخاً قطرياً بقامة القرضاوي ومكانته وتاريخه، يتحدث عن تشيع عشرة او عشرين من المصريين، ويهمل الحديث عن حاجات مليون ونصف مليون طفلة وطفل مصري مشردين في الشوارع لا ناصر لهم الا الله .
بعث الله نبياً ليخرج امته من الظلمات الى النور (وقفة ضرورية) لان المصطلحات في هذه العصر اصبحت مطاطة لدرجة انك تستطيع شتم انسان بالقول : روح يابن المعارضة !! وبامكانه ان يرد عليك بشتيمة من طراز : اتنيل اسكت وانت شبه حسنى كده !!.
الظلمات : وتشمل كل الجرائم التى حرمها الله بحق الانسان كفرد وبحق الافراد كجماعة وبحق المحيط الحيوي الذي يعيشون فيه. مثلاً : ان تقتل نفسك هذا من الظلمات الخاصة بالافراد. ان تسمح بالاحتكار والتلاعب بارزاق الناس هذا من الظلمات التي تصيب المجتمع ككل. ان تقرر اقامة مصنع يلوث البيئة هذا من الظلمات التي تصيب البيئة فتعم بضررها الكرة الارضية برمتها .
النور : هو كل ماخلق الله من خير وجمال واحسان للفرد والمجتمع والبيئة. ان تصدق في حديثك ونقلك هذا من النور، ان تشبع جائعاً او تحمى خائفاً هذا من النور، ان ترفع حجراً من طريق الناس كي لا يتعثر به احد هذا من النور.
لماذا هذا الشرح ؟ لاننا نتوهم ظلمات اخرى ونور آخر ونريد ان نقاتل باسم الله المستضعفين من عباده، كرمى لعين الدجال الامريكي ومن قبله كرمى لعين الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس.
المهم، بعد مسيرة اربعين سنة من الصدق والنزاهة ومحاسن الاخلاق، وقف الرسول الاعظم (ص) يخاطب قومه، فقال بما معناه، لو اخبرتكم انكم ستتعرضون لغزو هل تصدقونني ؟ قالوا جميعا نعم انت الصادق الامين. قال انا رسول الله اليكم وهذه رسالته، فنبذه اقرب الناس اليه وكذبه من شهد بصدقه، وكان اشد الناس عليه عمه ابولهب وزوجته (انتبه لزوجته جيداً) واحرص الناس عليه عمه ابوطالب وزوجته (انتبه لزوجته)، لدرجة انه كان يقوم ليلاً ويبدل مكان نوم الرسول الاكرم ويضع احد بنيه مكانه حتى اذا قصده احدهم بسؤ، يكون قد افتداه بفلذة كبده.
وجاءت القوة و الفتح بعد مرور سنوات طويلة على الدعوة التي قال عنها الرسول الاعظم انها كانت عبارة عن ايذاء مستمر لم يتعرض له نبي من قبل، حتى سيدنا ايوب عليه السلام لم يتعرض للاذى كما تعرض له النبي الكريم .
الآن،
وفي لحظة كانت تشبه يوم القيامة عرجت روح النبي (صلى الله عليه وآله) الى بارئها، فانشغل بنو هاشم بمصابهم، واجتمع بعض اصحاب الناس ورؤوس العشائر من المهاجرين والانصار في سقيفة بني ساعدة، وبعد مشاورات حامية وصلت حد السب والتهديد وخروج بعض السيوف من اغمادها.. انتهى النقاش الى تحديد خلافة الرسول الاعظم وتحديد ابو بكر كخليفة لرسول الله.
هنا وقع الخلاف، الامام علي وبنو هاشم ومن معهم من اصحاب الرسول من امثال سلمان الفارسي وابوذر الغفاري والمقداد بن الاسود الكندي وغيرهم، رفضوا (لاحظ كلمة رفضوا يرفض رفضا ورافضية وتأمل) بيعة ابي بكر واعتصموا بدار الامام علي ينددون بما حدث ويدعون من استعجل في اقرار الامر قبل التشاور مع اهل البيت (ع) الى العودة عن خطأهم.
وبعد ان استحل اهل السلطة حرمة دار الزهراء وهددوا بحرقها واقتحموا بابها، كان امام الامام علي خيارين: ان يقاتلهم بمن حضر وهذا لا يكفى لحسم الموقف او ان يبايع مشترطاً سلامة امور المسلمين، وهذا ماحدث. وخصوصاً ان القوم وضمن محاججتهم للامام علي قالوا ان القبائل لا تقبل ان يتولى زمامها من قتل سادتها والاسلام جديد في النفوس فانتظر حتى تهدأ نفوسهم ، وابوبكر مسن ويمكن ان يعود الحق لاهله بعد وفاته.
الى هنا اصبح لدينا وضع كلاسيكي يمكن ان نشاهده في اي بلد:
سلطة ومعارضة ومن لايكترثون بمن حكمهم.
السلطة ترسى دعائم سلطتها بكل ماتستطيع من خلال ادواتها، والمعارضة تنتقدها وتنازعها الشرعية وتقف عند حد عدم وصول الامور الى حد سقوط السقف على الجميع، ومن لايكترثون يقتربون من السلطة عندما تصلح اوضاعهم، والى المعارضة عندما تسؤ.
ولم تظهر (على نطاق واسع) اي مصطلحات تفرق المسلمين، واستمر الوضع على ماهو عليه الى ان قام الامام علي بالامر وخرج عليه معاوية، فصارت الناس تقول : شيعة الامام علي وشيعة معاوية.
وانتهت الحرب الى اغتيال الامام علي، وشراء معاوية لذمم قادة جيش الامام الحسن، واستتب الامر لبنى امية وسحقت المعارضة (الرافضة!!) تماماً.
الى الآن، هناك مدرسة فقهية واحدة اسمها مدرسة اهل البيت وزعيمها محمد بن عبدالله (ص) وهذه المدرسة لا تقر بالشرعية لمن بغى على ولي الامر الشرعي، وتماما كما يحدث الآن خرج الاصفر الرنان (اليوم اصبح لونه اخضر) واشترى لمعاوية ولمن جاء من نسله احاديث منسوبة للنبي (ص) تبرر له الخروج على الامام علي وسبه وشتمه على المنابر طوال عقود من الزمن، حتى جاء عمر بن عبدالعزيز وابطلها .
الآن، وبعد مرور مئات من السنين تعبد فيها المسلمون لربهم واتبعوا شريعته، جاء من يقول مذهب الدولة هو كذا، وعمموا على الاقطار الاسلامية بطلان ماعداه، يعنى تخيل السيد معمر القذافي يقول : الطواف حول الكعبة جائز لكل الناس ومنهم اليهودي والمسيحي والوثني (وهم على كل حال لا يرغبون بالطواف حولها ولا يؤمنون بقدسيتها) ومن يمنعهم عن ذلك كافر( يعنى مهدور دمه وماله وعرضه وعرض من يتشدد له) فخرج لمعارضته كل من لا تصل يد الرئيس القذافي اليه في مصر والسعودية، ولم يتجرأ فقيه او مؤسسة دينية داخل ليبيا ان تتقدم بالتماس ان ينظر السيد القذافي في كتاب الله ويرى ان مايقوله اجتهاد في غير محله، وهبل لا يشكر عليه.
الان تخيل نفس الوضع ولكن مع يد قذافي ذلك الزمان وهي تصل الى كل الاقطار وبامكانه ان يقف على شرفة قصره ويقول للغمامة : شرقي وغربي لابد ان يرجع خراجك الي.
المهم، جاء من بعد الحاكم الاول الذي فرض المذهب الاول، حاكم ثاني فرض مذهباً ثانياً، فبقى المذهب الاول محصوراً بمن تمسك به وانتشر المذهب السلطاني الثاني انتشار النار في الهشير. واتى حاكم ثالث وحاكم رابع واصبح للمسلمين التابعين للسلطة اربع مذاهب يستطيعون ان يتعبدوا بها. وللمعارضة مذهب واحد انشق عنه مذاهب تعتبر قتال السلطة واجب بغض النظر عن اي ظرف واي امكانية.
صرنا كده بالصلاة على الحبيب محمد (ص) دستة مذاهب او دستتين موزعين على السلطات (بعد ظهور الخلافة الاموية في الاندلس والعباسية في بغداد والفاطمية في مصر) والمعارضة المنتشرة في ارجاء العالم الاسلامي.
طيب دعونا ننظر لوضع دولة مثل تونس، يحرم ولي الامر فيها الحجاب وتعدد الزوجات وسلفه بالامس الغى صيام شهر رمضان لانه يعطل الانتاج، ويكفى ان يفتح احدهم فمه ليجد نفسه في السجن بجريمة التخابر الخارجي او باي جريمة اخرى.
او دولة مثل ليبيا، تحكم بالكتاب الاخضر، وبشريعة الطريق الثالث الذي اخترعته عبقرية الرئيس القذافي. ويتهم من يخرج عليه بانه من الكلاب الضالة ومن الخوارج ومن العملاء .
او ... او ... الى آخره. يعنى مثلاً في مصر المحروسة، حركة كفاية اختراع امريكي، الاخوان يتبعون لايران او لبريطانيا بحسب هوى الكاتب، واليسار ملحد وعميل سابق للاتحاد السوفياتي، والى آخره ..
الامر يتعلق بسلطة تحكم من خلال اظهار القائمين على الحكم كاولياء صالحين، والمعارضة اخوان شياطين، وتمر السنوات ويتحول الكذب المكتوب الى تراث مقدس لا يجوز انتقاده.
يامواطنين، يامستضعفين، يامظلومين، الخلاف على التشيع والتسنن لادخل له بكل انسان من رتبة مواطن فمافوق حتى رأس الهرم الذي يحدد عقيدة الدولة ويقرر ديانتها، هو خلاف على السلطة، يريدها البعض ليحكم بما انزل الله ويريدها آخرون للتحكم بعباد الله !!!.
الآن، من يريد ان يتبرع بحفلة الشتائم والاتهامات، سأوفر عليه بعض الجهد وسأزوده ببعض الذخيرة :
معظم الشيعة يكرهون ابو بكر وعمر وعثمان وعائشة وكل من شاركهم في الانقلاب على الامام علي، ويقولون ان لهم مع هؤلاء وقفة يوم القيامة، فان كنا على الحق سيفعل الله بهم مايشاء، وان كانوا على الحق سيفعل الله بنا مايشاء. ولكنهم لا يكفرون من ينطق بالشهادتين ولا يجيزون اذية انسان بغض النظر عن دينه لا بلسان ولا بسنان، وينقلون عن احد ائمتهم انه كان يسير مع صديق له في الشارع فلاحظ انه يتلفت وراءه كثيراً وسأله عن السبب فقال : عبدي فلان ابن الفاعلة امرته ان يسير خلفي ولا ادرى الى اين ذهب. فقال الامام : ياسبحان الله اتقذف امه (يعنى تتهمها بالزني) فقال: يابن بنت رسول الله ... عبدي وثني لا دين له. قال: وان، ان لكل امة نكاح خاص بها تطيب به انسابهم. هذا فراق بيني وبينك. ولم يشاهد الامام بعدها مع هذا الشخص ابداً.
والشيعة ككل طوائف المسلمين ليسوا من الملائكة المنزهين عن كل عيب. فيهم العالم والجاهل، والمؤمن والعاصي، والعارف والاادري، واللطيف والغليظ، والمحترم والسفيه، والمجاهد والعميل.
والشيعة ينتظرون حدثين بارزين، ظهور الامام المهدي (ع) وان يحسم بظهوره الخلاف بين المسلمين ويجمعهم على صراط الله المستقيم، وسيكون لحركته كارهون من المحسوبين على الشيعة والمحسوبين على السنة، ولكن فقراء الارض والمستضعفين فيها سيكونون انصاره واعوانه وسيفرحون بظهوره ويعيشون في عهده كل السعادة التي ارادها الله لعباده.
والحدث الثاني نزول المسيح (ع) من السماء وهدايته للمسيحين واليهود الى حقيقة كونه عبداً لله ورسوله وانه وامه المقدسة مريم يتشرفان بعبوديتهما لله، وسيكون لنزوله وخطابه اعمق الاثر وسيعم التوحيد ببركة الامام المهدي والسيد المسيح كل الكرة الارضية.
وبانتظار هذين الحدثين، يعيش اتباع هذا المذهب كاخوانهم من بقية المذاهب، يدافعون عن بلاد المسلمين اذا تعرضت للاعتداء، ويصبرون على ظلم الحكام، ويصلون ويحجون ويزكون ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويسعون الى تنقية صفوفهم من العملاء والمفسدين ومشعلي الفتن واتباع الاصفر الرنان.
وهم على ماهم عليه منذ صدر الاسلام، لم يظهر لهم اي جديد في القرن العشرين، يبرر هذا الغيظ منهم من قبل جبابرة الارض والمفسدين فيها، سوى رفضهم للاستعمار الفرنسى في لبنان وسوريا وانحيازهم الى الملك فيصل (السني) فانتقم منهم الفرنسيون وقتلوا قيادتهم وعلمائهم واحرقوا ديارهم ونهبوها. ورفضوا الانصياع للاستعمار البريطاني وانحازوا الى دولة الخلافة العثمانية(السنية) في العراق، فانتقم منهم البريطانيون وقتلوا قادتهم وعلماءهم وافقروهم وابعدوهم عن حكم بلد هم اغلبية فيه طوال سبعة عقود او اكثر. ورفضوا عمالة ملك ايران المحسوب عليهم وانحيازه لاسرائيل عدوة الدول العربية (السنية) فخرجوا عليه بالقبضات العارية واللحم الحي وسقط منهم في ليلة واحد مايقارب الثلاثين الف شهيد (ليلة الخامس عشر من شهر خرداد) حتى اسقطوه واخرجوه ذليلاً.
وماان شاهدت التيجان المرتبطة بامريكا مصير شاه ايران، حتى وضعت مالها وحالها واعلامها وذمم وعمائم واقلام من اشترتهم من كافة المذاهب في خدمة النيل من هؤلاء كرمى لعين امريكا واسرائيل لا كرمى لعين بلدانها، لان الشيعي الذي يستشهد في لبنان والسني الذي يستشهد في فلسطين والشيعي والسني اللذان يستشهدان في العراق، يؤجلون وصول الكأس المرة الى اهلنا في الخليج وبلاد الشام ومصر والسودان وايران والمغرب العربي.
والمطلوب الآن ان يفتح كل واحد منا قلبه وعقله وعينيه، وان يتشيع من يريد وان يتسنن من يريد، ولنتنافس على البر والتقوى وليكن اكرمنا عند الله واحبنا اليه انفعنا لعباده. وان لانردد مايقوله عدو عن عدوه، اذا اردت ان تعرف محاسن زوجتك هل تسأل ضرتها ؟!.ولو وضع السفهاء مليارات الدولارات التي تصرف على الحقد والفتنة في خدمة المستضعفين، لما وجدنا شيخاً قطرياً بقامة القرضاوي ومكانته وتاريخه، يتحدث عن تشيع عشرة او عشرين من المصريين، ويهمل الحديث عن حاجات مليون ونصف مليون طفلة وطفل مصري مشردين في الشوارع لا ناصر لهم الا الله .
ملاحظة هامة ومفصلية : هل سمعت بخطر التشيع قبل ان تهدد الصورتين المنشورتين امريكا واسرائيل ؟.
هناك 5 تعليقات:
سأتابعك دائما ..طالما أستطيع ذلك .
تحياتي لك أستاذ ناصر .و أهنئك على هذا الصفاء الذهني الذي تتمتع به ..
الأخ ناصر
لا فـُض فوك ولا كـُسر كيبوردك
سؤال هام ومفصلي:
ماذا في اليد التي في صورة البروفايل؟
بالنسبة للا أدري:
من ترك قول لا أدري أصيبت مقاتله
لذلك أقولها ثلاث مرات في اليوم بعد كل نشرة أخبار
بالنسبة إلى قولك:
(والمعارضة تنتقدها وتنازعها الشرعية وتقف عند حد عدم وصول الامور الى حد سقوط السقف على الجميع)
تعتبره وضعا كلاسيكيا وهو كذلك بالمفهوم الغربي الحديث ولكن في منطقتنا نجد المعارضة تلجأ غالبا إلى العنف إضافة للديموقراطية إن توفرت
ويعتبره مجتمعنا الذي يميل جزء منه إلى قيم البادية ضعفا كما قال هذا البعض للحسن بن علي لما تنازل عن الحكم:
يا مذل العرب
رغم أنهم لم يكونوا بمستوى النصرة المناسب ليستمر الامام الحسن بالحرب
وكما ظن الفريق الحاكم في لبنان بالمعارضة فاستمر بالضغط عليها لحشرها في الزاوية في أيار 2008
أرجو منك الإستمرار
مدونتك حلوة قوي انا حطيتها ع الريدر
استاذي حنا
شكراً على المزيج الساحر الذي يشكله شخصك، تهنئتي للوالد والوالدة.
استاذي الخشبي
اشم من خشبك عبق الورد ورائحة الايقونة المضمخه بمحبة مئات القبلات.
لا تعليق عن الصورة
صحيح بالنسبة للنظرة الاعرابية،ومن يتمتع بها(النظرة الاعرابية) لااملك ليزراً يخترق عماه، واظن انك قرأت ماقاله المولى عنهم. ولكنها تؤدي الفكرة للشريحة التي اخاطبها. والسلام على معز المسلمين والعرب.
سعيد بزيارتك
القائدة نوارة
مدونتي جريمتك وماتقوليه عنها يعود اليك
تشرفت بزيارتك
إرسال تعليق